شيعت مصر، عصر أمس السبت ، الموسيقار المصري الكبير عمار الشريعي، في مسقط رأسه بمدينة المنيا عقب وفاته، الجمعة، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 64 عاماً، في مستشفى الصفا بمنطقة المهندسين في العاصمة المصرية القاهرة. وشارك في التشييع عدد كبير من الفنانين منهم, إيمان البحر درويش، وصلاح السعدني، والمخرج جلال الشرقاوي، ودلال عبدالعزيز، ومصطفى كامل، ومحمد هنيدي، ومحمد عبدالحافظ، كما حضر وزير الثقافة، محمد صابر عرب, وتقدم مندوب عن الرئيس المصري محمد مرسي بالعزاء لزوجة الفقيد. وكان الموسيقار المصري المعروف قد دخل قبل أسبوعين تقريباً إلى العناية المركزة في أحد مستشفيات القاهرة، وأخضع للمتابعة الدقيقة والعلاج، وتبين للأطباء المشرفين أنه بحاجة إلى عملية زراعة قلب سريعة. شارك في أكثر من 50 فيلماً سينمائياً زوجة الراحل عمار الشريعي تتلقى العزاء ويعتبر الموسيقار الشريعي على الرغم من كونه كفيفاً من رموز عالم الموسيقى في مصر. ولد في 16 أبريل/نيسان عام 1948م، في مدينة سمالوط إحدى مراكز محافظة المنيا بصعيد مصر. وبدأ حياته العملية عام 1970م عقب تخرجه في الجامعة مباشرة كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر آنذاك، ثم تحول إلى الأورج، حيث بزغ نجمه فيه كأحد أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجاً جديداً في تحدي الإعاقة، نظراً لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار. وتجاوزت عدد مشاركاته الموسيقية في الأفلام السينمائية 50 فيلماً، ومشاركاته في الأعمال التلفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، و10 مسرحيات غنائية استعراضية, وقد قام كذلك بتلحين الحفل الموسيقي الضخم الذي أقامته سلطنة عمان عام 1993م بمناسبة عيدها الوطني، وكذلك عيدها الوطني عام 2010. خفيف الظل يتغلب على إعاقته عربة الإسعاف تنقل جثمان الراحل لمثواة الأخير ونعى العديد من الفنانين الراحل، مثنين على تاريخه الإبداعي الطويل. وفي هذا السياق وصفت الفنانة آمال ماهر رحيل الشريعي، بسقوط الهضبة قائلة: "أشعر كما لو أن هضبة المقطم سقطت اليوم". وأضافت: "الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود إلى الراحل عمار الشريعي في اكتشافي فنياً، فهو بالنسبة لي الأب الروحي أتمنى من الله أن يكون مرضه الذي عانى منه طيلة الشهور الماضية شفيعاً له، فقد كان معطاء لأقصى الحدود وأتمنى أن يتغمده الله في رحمته". ومن ناحيته، قال نقيب الموسيقيين الفنان إيمان البحر درويش إن "العالم العربي كله فقد اليوم رمزا موسيقيا محترما"، مضيفاً أن للشريعي "بصمة فريدة ومميزة جدا في الدراما"، كان أشهرها "رأفت الهجان" و"أبو العلا البشرى". وكشف أن الراحل "كان خفيف الظل بشكل كبير وشخصية لن تتكرر". من جهته قال الموسيقار هاني مهنى إن الشريعي كان "قامة فنية" كما كان رفيق مشواره الفني من عام 1970 حتى رحيله. وأشار إلى أن "صورة جديدة نزلت من البرواز، فقد فقدنا خلال الفترة الماضية قامات فنية محترمة". عرّاب المواهب الصاعدة وشرح مهنى أن الشريعي "ظل يعاني لأربع سنوات من المرض ومشاكل في الشرايين ورحلات علاجية إلى أمريكا وهولندا وكان قلبه يعمل بنسبة 15%. ولأن مصاريف علاجه كانت عالية فطلبنا من رئاسة الوزراء التدخل لكنهم توانوا عن الإنفاق". وختم قائلاً: "لكن في النهاية أمر الله نفذ وأقول لعمار ربنا سيرحمك بقدر إسعادك للبشرية كلها". أما المطرب والملحن عمرو مصطفى فقد أشار إلى أنه سيتواجد غدا في جنازة الموسيقار لتوديع جثمان عمار الشريعي لمثواه الأخير "فأقل شيء أن نصلي عليه". ووصف رحيل الشريعي بأنه "فقدان للعالم العربي كله كونه كان موسيقيا من طراز فريد". وقال عنه الملحن والموسيقار صلاح الشرنوبي إنه "من أهم الموسيقيين والملحنين وعباقرة الزمن الجميل. ونحن كفنانين وشعب عربي افتقدناه بشكل كبير فقد كان له بصمات عديدة خاصة الدراما العربية فهو صاحب مدرسة كلنا استفدنا منها". وأشار الناقد الكبير لويس جريس إلى أن "عمار الشريعي كان أعمى البصر لكنه كان حاد البصيرة. واللافت أنه كان يتهكم على عجزه بخفة ظل". وعلى النطاق الفني قال جريس: "كان الشريعي متعدد المواهب ولطالما تخرج من مدرسته الكثيرون ومنهم الكثير من المطربين والمطربات فهو كان يعير للمواهب الجديدة اهتمامات خاصة لإيمانه أن قليلين من يمدون أيديهم إليهم".