تحل اليوم (09 شتنبر 2012) الذكرى 17 لرحيل المجاهد محمد الحاج سلام أمزيان، قائد انتفاظة الريف سنتي 1958 و1959، وبهذه المناسبة نقدم معطيات عن شخصية هذا القائد الذي أطر أكبر احتجاج شعبي عرفه الريف والمغرب بعد استقلال 1956، كما نود أن نؤكد على أن جمعية ذاكرة الريف ستنظم أنشطة بهذه المناسبة ستستهلها بزيارة لقبره المجاهد المتواجد بقرية أيث بوخرف يوم الأحد 16 شتنبر 2012. القائد محمد الحاج سلام أمزيان هو محمد الحاج سلام موح أمزيان، ولد في قرية أيث بوخلف بقبيلة أيث ورياغل أواخر سنة 1925، تنقل منذ صغره بين عدد من مساجد الريف وجبالة لحفظ القرآن الكريم وتلقي التعليم الأولي. وفي بداية الأربعينات سيتابع دراسته في المعهد الأصيل بمدينة الحسيمة (ثانوية الإمام مالك حاليا)، بعده سيسافر إلى مدينة فاس ليتابع دراسته في جامع القرويين، حيث حصل على شهادة العالمية. وفي بداية الخمسينات سيشتغل مدرسا في إحدى المدارس بقرية بامحمد القريبة من فاس، ومكث في هذه القرية أزيد من أربع سنوات. اعتقل بمدينة تطوان يوم 27 دجمبر 1956 وقضى أربعة أيام في مفوضية الشرطة، وكانت حياته مهددة لولا تدخل أحد المسؤولين ( مبارك البكاي) الذي تعهد بحمايته من الاغتيال، ويوم 01 يناير 1957 سينقل إلى سجن الحسيمة، حيث مكث حوالي 14 شهرا، قضى نصفها تقريبا في زنزانة انفرادية، ليتم نقله في أوائل 1958 إلى سجن باب لعلو بمدينة الرباط، حيث مكث 10 أشهر، ثم نقل إلى سجن القنيطرة، وبعد شهرين تم الإفراج عنه دون محاكمة، وفرض عليه عدم مغادرة الرباط إلا بعد موافقة قاضي التحقيق. غادر مدينة سلا في 15 يونيو 1958 قاصدا مدينة تطوان، وفي 16 شتمبر 1958 سيعود إلى الريف، وبعد أسابيع من عودته انتفض الريفيون دفاعا عن الريف والوطن وصونا لعزتهم وكرامتهم. وعن ظروف اندلاع الانتفاضة يقول القائد محمد الحاج سلام أمزيان: ” لقد وجدنا أن كل الملابسات تدعونا إلى القيام بهذه الحركة لإنقاذ الوطن من الانهيار، وإلا فلن يرحمنا التاريخ والأجيال الصاعدة “. بعد القمع الدموي الشرس الذي جوبهت به انتفاضة الريف، اضطر في مارس 1959 إلى مغادرة الريف، وتمكن بعد مسار شاق عبر الأودية والجبال من دخول مدينة مليلية، ومنها سافر إلى دولة اسبانيا. في يوم 05 أبريل 1960 سيسافر إلى مدينة القاهرة بجمهورية مصر، حيث سيلتقي بالزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي وظل يشتغل إلى جانبه ككاتب خاص حتى وفاة الزعيم الخطابي. بعده سيقرر محمد سلام أمزيان الاستقرار بدولة الجزائر وذلك ابتداء من أبريل 1973، وفي صيف 1981 سيقوم بزيارة خاطفة لدولة هولاندا، ومنها سيسافر إلى دولة العراق، حيث استقر إلى غاية منتصف التسعينات. في يوم 18 دجمبر 1994 وبعد أن أصابه المرض، اضطر للسفر إلى هولاندا مرة أخرى لتلقي العلاجات الضرورية، حيث أجريت له يوم 16 ماي 1995 عملية جراحية بإحدى المستشفيات بمدينة أوتريخت. في يوم 09 شتمبر 1995 سيفارق الحياة في مدينة بورخن أوب زوم الهولاندية، وبعد عدد من الاتصالات وعدة ضغوطات، تمكنت عائلته من نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بأيث بوخلف، حيث سيدفن يوم 16 شتنبر 1995 بجوار الذين توفوا من عائلته *رئيسة جمعية ذاكرة الريف