إحياءا للذكرى 15 لرحيل القائد محمد الحاج سلام أمزيان ، و تكريما لرموز الريف و أبطاله الأشاوس ،نظمت جمعية ذاكرة الريف صبيحة يوم الأحد 19 شتنبر 2010م رفقة فاعلين جمعويين و مهتمين بتاريخ الريف زيارة إلى قبر القائد المرحوم بآيث بوخرف . و قد وجد وفد الجمعية في استقباله الأستاذ جمال أمزيان نجل محمد الحاج سلام أمزيان و بعض أفراد عائلته ، ليتم اصطحاب الوفد إلى المقبرة التي يرقد فيها زعيم انتفاضة الريف 58/59 ، من أجل قراءة الفاتحة ترحما عليه و على سائر المجاهدين الذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عن الريف و الأهل و الوطن .و بعدها تفضل الأستاذ جمال أمزيان بكلمة عبر فيها عن عظيم شكره لجمعية ذاكرة الريف خاصة في شخص رئيسها الأستاذ عمر المعلم ، منوها بكل الزائرين المرافقين للجمعية. و اعتبر هذا الحدث تكريما لروح والده و تثمينا لتضحياته و تشريفا لسائر عائلته و أسرته الكريمة. كما تناول في كلمته أهم المحطات التاريخية المرتبطة بحياة القائد قبل و بعد انتفاضة الريف 1958/1959م :﴿تفوقه الدراسي الناتج عن ذكائه المتقد- يروي عنه نجله أنه كان يرسم في سنوات الخمسينات خرائط عن جغرافية الريف بقلم الروترينغ- / مواقفه المبدئية و الجريئة من الاحتلال الإسباني للمنطقة / لجوؤه رفقة زوجته إلى مدينة طنجة بسبب تعقبه و مراقبته بل و تهديده بالاعتقال / ثم بعدها إلى مدينة تطوان فعودته إلى الريف / اعتقاله من قبل المخزن المغربي لمدة سنتين ما بين 1956-1958م على خلفية دفاعه عن حقوق الريف الثقافية و الاجتماعية و السياسية؛ فنجله الأستاذ جمال يؤكد على ارتباط والده الروحي و الفكري بالأمير مولاي موحند و بالتالي فهو يمثل –حسب قوله- استمرارا للمشروع المجتمعي الذي كان قد بدأه الأمير./ انتفاضة الريف وما أعقبها من اعتقال أسرة القائد محمد الحاج سلام أمزيان بمعتقل باينتي لمدة شهر ثم بالثكنة العسكرية بمدينة الحسيمة لمدة تقارب عشرة أشهر./ الحكم على القائد بالإعدام / نفيه إلى مليلة فمصر و الجزائر و العراق ثم هولاندا التي قدم إليها لتلقي العلاج ؛ إلى أن وافته المنية بديارها يوم 09 شتنبر 1995م...﴾. كلمة الأستاذ جمال رغم قصرها الزمني فقد كانت غزيرة بالمعطيات التاريخية و السياسية حول والده، الشيء الذي جعل أحد الحاضرين يصر عليه بتدوين و كتابة مذكرات بخصوص هذا الجزء من تاريخ الريف. أما كلمة الأستاذ عمر المعلم فقد أكد فيها عزم الجمعية على الاستمرار في تخليد رموز الريف و التعريف بهم ، و ابتكار أشكال و صيغ إبداعية جديدة تساهم في إغناء تراث الريف و تدعيم هويته . و في الأخير، نزل الوفد رفقة الأستاذ جمال أمزيان ضيوفا في منزل المرحوم لتناول الغذاء، و استئناف النقاش حول حلقة من حلقات تاريخ الريف العتيد.