يبدو أن هذا الصيف سيكون صيفا ساخنا مع الجارة الإسبانية، إذ بعد الاستفزاز الإسباني بزيارة موقع أنوال من طرف وزير الداخلية وتصريحه عن عزم إسبانيا نشر الحرس المدني بجزيرة "إشفارن"، كان رد الاتحاديين بقيادة البرلماني الريفي عبد الحق أمغار أن طرح موضوع استعمال الغازات السامة بالريف من طرف الجارة الشمالية، حيث شدد الفريق الاشتراكي بجلسة الأسئلة الشفوية يوم الاثنين الماضي على ضرورة فتح هذا الملف عن بكرة أبيه، فيما يبدو أن الاتحاديين يتجهون نحو لعب سياسة الند للند مع إسبانيا وخاصة الحزب الشعبي اليميني. ومن جانب آخر، قال عبد الحق أمغار أنه " في حالة ما إذا رفضت الحكومة الإسبانية فتح هذا الملف فإننا سنتجه نحو فتح هذا الملف بالقوة المطلوبة بتنسيق تام مع المجتمع المدني المغربي والإسباني بجميع مكوناته خاصة الحقوقية للضغط على إسبانيا لفتح حوار حول الموضوع"، وأضاف أمغار في سياق حديثه مع راديو أطلانتيك أمس الثلاثاء "سنحاول قدر الإمكان استبعاد خيار القضاء نظرا للعلاقات الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا وسنعلي من شأن كل حوار هادئ يشارك فيه المفكرون والمثقفون والأكاديميون في كلا الدولتين، لكن إن استمر التعنت الاسباني فسيكون لنا الرد المناسب وفي الوقت المناسب"، كما شدد على ضرورة تنفيذ الحكومة للالتزام الذي قطعته أمام ممثلي الأمة بفتح الموضوع أمام إسبانيا. وفي نفس السياق وجه أمغار نداء لوزير الصحة المغربي لإطلاق دراسة ميدانية علمية تشمل كامل الريف غايتها تحديد نسبة تأثير وعلاقة الانتشار الواسع للأمراض المزمنة والفتاكة باستعمال الأسلحة الكيماوية في عشرينيات القرن الماضي من طرف إسبانيا. في حين أبدت مصادر عدة من داخل البرلمان قلقها من تحركات الفريق الاشتراكي في ملف الغازات السامة بالريف معربة عن تخوفها من نتائج ما وصفته بالتصعيد الاتحادي مع المملكة الاسبانية، والهدف من إحراج وزير الخارجية سعد الدين العثماني في ملف يبدو أثقل من أن يتحمله.