شهد العالم مؤخراً ولادة جسد يحمل في تفاصيله الصغيرة الهم الإعلامي الإلكتروني ومعاناته على مختلف سياقاته، ويحمل في طيات أحلامه همّ كل ما يتعلق بمن يعمل في ظله على أمل أن ينمو على أسس الاستقامة، المهنية، الوضوح، النزاهة، تمثيل الواقع، حرية التعبير، التميز والخصوصية والابتعاد عن التقليد ومبدأ النسخ واللصق الأعمى. فكرة إنشاء إتحاد دولي للإعلام الإلكتروني تجسدت على أرض الواقع بعد عناء طويل لكنه كان يصب في هدف الارتقاء بالإعلام الإلكتروني إلى رسالته السامية في أنحاء العالم. خبرة 23 عاماً حصدها الإعلامي فتحي ناطور في مجال الصحافة المرئية، المسموعة والمكتوبة، ومنها توجه في عام 2004 لموضوع الشبكات الإعلامية في فلسطين، حيث كانت التجربة من خلال استثماره في كافة أشكال العمل الإعلامي، وهذه الخطوة هي الأولى والنموذجية للأخذ بعين الاعتبار أن الفكرة نجحت وأصبحت قيد التجسيد على أرض الواقع، فكان يؤمن فتحي ناطور رئيس الإتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني أنه "يمكننا أن نفعل أي شيء إذا توفر الإيمان الكافي بالفكرة"، وفعلاً كان هذا جديراً ودافعاً قوياً للانطلاق. سعى ناطور لتطوير الفكرة، فقام عام 2009 لرعاية جسم رسمي ومُسجل قانونياً ليرعى شؤون الإعلام الإلكتروني وذلك بعد أن تأكد أن الإعلام الإلكتروني يفتقد لجسم يرعاه ويهتم لشؤونه على مستوى العالم، وبعد أن اتضح أنه كانj هناك بعض الأفكار لتطوير جسم مشابه لكن سرعان ما تتلاشى، وبالتالي كان هذا سبباً مقنعاً لإصراره على إنشاء هذا الجسم حيث لجأ إلى الاستشارات القانونية، وطلب النصائح المهنية من شتى الأطراف التي لها علاقة في الإعلام، ومنذ ذلك الوقت وردود الفعل الإيجابية تحكي الكثير عن تنفيذ فكرة "الإتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني – "يونيم" خصوصاً بعد الربيع العربي. استطاع ناطور أن ينفذ فكرة "يونيم" على الصعيد الدولي ولم يستكف أن يتم تنفيذها على الصعيد المحلي، حيث ينتشر "يونيم" في مختلف دول العالم ليستقر في المقر الرسمي في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، المقر الرئيسي في العاصمة البلجيكية بروكسل كممثلية إعلامية دبلوماسية، هذا وتم توزيع ممثليات إعلامية في كل من لندن، ستوكهولم، مدريد، تونس، الرباط، عمان، القاهرة، سيدني، تورنتو، السعودية، الرياض، كردستان وفلسطين، ويجري العمل حالياً على توسيع شبكة الإتحاد لتشمل مكاتب تمثيلية في معظم دول العالم ليتواجد فى القارات الخمس. فيقول ناطور:" فكرة يونيم خرجت لحيّز التنفيذ وفي هذه المرحلة نستقطب أصحاب المهنة وخاصة الشباب منهم كونهم النواة ليتبنوا فكرة "يونيم" وليعززوا من قيمتها وقوتها في الحقل الإعلامي، وبالتالي ليشكل "يونيم" مرجعية مهنية وقانونية". صعوبات واجهت يونيم ويقول رئيس "يونيم" حول أبرز الصعوبات والتحديات التي واجهت تنفيذ فكرة "يونيم" إنه:" كوني أفكر بجسم ك"يونيم" على المستوى الدولي فهذه صعوبة بحد ذاتها، بحيث يتطلب الأمر إجراءات قانونية دقيقة، ناهيك عن التغطية المادية والتكاليف باهضة الثمن التي ترافق كل الإجراءات، حيث أنه من المفروض أن أطّلع في كثير من الخطوات على مراجع قانونية في مختلف الدول العربية والأوروبية، لتكوين أساس متين للانطلاق بالفكرة، ومن ثم بناء الاستراتيجيات ووضع الأهداف". كما ويؤكد ناطور أنه كان من المهم جداً ترجمة كل الخطوات لخمس لغات مختلفة، العربية، الإنجليزية، الفرنسية، السويدية والدنماركية، وبالطبع هو نفسه من مول هذه التكاليف لقوة إيمانه بنجاح الفكرة وتجسيدها على أرض الواقع. ويضيف ناطور:" في العالم الأوروبي الوقت يساوي نقوداً، ولهذا تعلمت أن أحدد الأهداف لارتقي إليها بثبات ودقة وأقل تكلفة". ويبلغ "يونيم" أشهر قليلة من العمر، حيث انطلق إلى عالم الإعلام دولياً في 01-03-2012، ومن انطلاقته حتى اليوم تلقى دعماً معنوياً من أكبر المؤسسات الدولية والمبادرين ممن روجوا لفكرة يونيم وممن دعموا الفكرة وتبنوها، حيث يتجه في خطته –أن يكون مظلة إعلامية مهنية وقانونية للإعلام الإلكتروني والعاملين فيه- لأن يقدم خدماته وينفذ مشاريعه في القارات الخمس لكافة أعضائه من أفراد ومؤسسات. أعضاء يونيم...شركاء في الحدث يتميز الإتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني بأعضائه الشباب المهنيين، وحملة الشهادات ذوو العقول الخصبة والأفكار الجديدة والمتجددة، صانعو التغيير وتاركو البصمات الإعلامية، فيردف ناطور قائلاً:" نبحث عن إعلاميين وصحافيين ومن لهم صلة في الإعلام لينضموا إلى الإتحاد الدولي لكن بشرط أن يكونوا ممن يتفانى لأجل عمله وخدمة الحق الإعلامي، ممن يعمل بجدية ليتطور كإعلامي ويُطور عمله الإعلامي ومحيطه الحقل الإعلامي، ولنرتقي جميعاً إلى إعلام أكثر نظافة، وأكثر استقامة، وأكثر وضوحاً وأمانة، وهذا سبب وجيه لصنع التجانس في صفوف الإتحاد الدولي، حيث تتكون هيئات "يونيم" من أعضاء ممثلين عن دول أوروبية وعربية مختلفة". ويشدد ناطور أن بداية كل عضو في "يونيم" هي تطوعية إلى جانب عملهم الإعلامي والصحفي في ميادينهم، لأن الإتحاد لا زال في مرحلة تأسيس.ويتواصل ناطور وأعضاء الهيئات المختلفة مع بعضهم البعض عن طريق سبل التواصل المتاحة، وغالبيتها الكترونية، وبهذا يسدون فراغ التواصل المهني بينهم، فيعتقد ناطور أن وسائل التواصل الإلكترونية هي الأنسب في هذه المرحلة حيث أنها سريعة وذات جودة عالية وتمنح التواصل الدولي بالمجان بالرغم من أنه كان قد جرب وسائل اتصال كالهواتف واللقاءات والسفر إلا أنها باتت مكلفة جداً. رسالة يونيم واللغة المشتركة يحاول "يونيم" خلق لغة مشتركة لدى أعضائه في ظل عدم وضوح الرؤيا في مستقبل الإعلام الإلكتروني، حيث أن الحكومات المؤسسات المعلوماتية والدول بعظمتها لا تستطيع أن تستوعب أو تلاحق التطور المخيف والسريع الذي يجاري الإعلام الإلكتروني، وفي لغة "يونيم" نحن نبحث ونتبنى مصطلحات الشفافية، التقدم، المهنية، التميز والنجاح، الاستقلالية وتقديم الخدمة للجميع لأجل الجميع، وذلك وفق القوانين والأنظمة في كل الدول دون أي تجاوز لأي عادات أو تقاليد أو مفاهيم في أي دولة. ويقول رئيس الإتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني "يونيم"، إن:" الإتحاد يستمد قوته من الأعضاء والأشخاص المؤمنين بالرؤيا والفكرة والإستراتيجية الخاصة في "يونيم"، حيث أن هذا الجسم جاء ليكون السند المتين لكل من يمت له الإعلام بصلة، لأني وببساطة أؤمن أن الإعلام أصبح اليوم الرقيب المركزي لكل ما يدور حولنا". التحدي! وتدخل هذه الأيام الصحف المكتوية في تحدٍ كبير مع الإعلام الإلكتروني من حيث سرعتها –على الأقل- في الوصول إلى جمهور القراء، فيقول ناطور:" الإعلام الإلكتروني عبارة عن قطار يسير بسرعة هائلة على السكة الحديدية، ومن لا يصعد إليه سيفوته الكثير وسيبقى في صفحات الماضي، واليوم وصلنا لوضع –مصر على سبيل المثال- أن تكون شبكة الإنترنت متوفرة حتى في الشوارع العامة، كتوفر خطوط الماء والكهرباء وغيره من الخدمات الأساسية. بالتالي لا يمكننا التهرب من عالم السرعة".ويضيف ناطور:" اليوم نعيش أمام أجهزتنا، وعن طريق شبكات الإنترنت، فنحن نتواصل اجتماعياً عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، ونعمل عن طريق الانترنت، ونشتري معظم أغراضنا عن طريق الانترنت وغيره الكثير". شمولية "يونيم" يُركز "يونيم" على دعم الفئات المستضعفة في المجتمعات المختلفة من جميع أنحاء العالم بشتى الطرق، بداية من رفع معنوياتهم إلى تطويرهم وتدعيمهم، وصقل دورهم في المجتمع، كالصم والبكم، كأصحاب الإعاقات، وبالتالي يسعى "يونيم" لتبني قضايا مجتمعية مختلفة للرفع من شأنها، ويؤكد ناطور في هذا الخصوص:" نريد إعلاماً مستقيماً يرفع من شأننا وشأن قضايانا وليس بوقاً لقضايا مختارة وخاصة". يلقى "يونيم" دعماً معنوياً ضخماً من مؤسسات دولية وإعلامية مختلفة، أيضاً مؤسسات ثقافية وأكاديمية والتي ترى جميعها بأن "يونيم" سيحقق رسالته السامية وسيمنح منبراً عالياً لكل الأفراد في المجتمع ولكل القضايا على جميع الأصعدة المختلفة، حيث أنه وفي أقل من شهر استطاع "يونيم" أن يوصل اسمه وأهدافه إلى أكبر المؤسسات على المستوى العالمي، ويؤكد فتحي ناطور رئيس الإتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني أن:" أعضاء "يونيم" يشكلون النفط السري الذي يوقد روح العمل والتطوع والإنجاز والإيمان أكثر فأكثر بفكرة الإتحاد". المواقع المستهدفة ويستهدف "يونيم" المواقع الإعلامية على شبكة الإنترنت، الصحافة الإلكترونية، الإذاعات الإلكترونية والتلفزيون الإلكتروني، خدمات البث الحي للإذاعات والقنوات التليفزيونية على مواقع خاصة على الشبكة ومن خلال “ حزم البث الإذاعي والتلفزيوني ”، خدمات الإرشيف الإلكتروني، الإعلانات الإلكترونية، خدمات إعلامية إلكترونية متنوعة، المدونات Blogs، خدمات البث عبر الهاتف الجوال، التسجيلات الصوتية والمرئية، الإنتاج والإبداع الفكري والثقافي والأدبي والفنون التشكيلية. أهداف "يونيم" ويهدف يونيم إلى تعزيز المرجعية القانونية والمهنية للمؤسسات الالكترونية والعاملين بها، دعم و بناء قدرات المؤسسات الالكترونية لإقامة علاقات شراكة وتعاون وتنسيق مشترك، إنشاء بنك معلومات للمواقع الالكترونية، رصد وتوثيق قضايا وانتهاكات حقوق المؤسسات الالكترونية والعاملين فيها، الإعلان عن ميثاق شرف عالمي للإعلام الإلكتروني، تنظيم معارض ومؤتمرات ومسابقات دولية لمواكبة تطور وانجازات المواقع الالكترونية، تجنيد الأموال للبرامج والمشاريع والأنشطة التنموية وتنفيذها مع المؤسسات الإعلامية الشريكة، تقديم الاستشارة القانونية والتقنية والترويجية لكافة وسائل الالكترونية الأعضاء والعاملين بها وتمثيلهم لدى المؤسسات الدولية المختلفة، تشجيع ثقافة إنشاء وتطوير المدونات والمواقع الالكترونية المتخصصة والمتنوعة، التعاون والتنسيق مع كليات الإعلام في الجامعات لدعم إنشاء نوادي للإعلاميين الالكترونيين، إصدار البطاقات الصحفية للعاملين في حقول الإعلام الالكتروني وكذلك إصدار الشهادات المهنية للمؤسسات والعاملين الأعضاء والملتزمين بقوانين الإعلام الالكتروني، بالإضافة إلى بطاقة خاصة لطلبة الصحافة، وبطاقة خاصة للصحافة المجتمعية، وشهادة تقديرية خاصة للأعضاء المميزين، الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة بالتنسيق مع المؤسسات والجهات المحلية والوطنية والدولية من خلال دعم المؤسسات الالكترونية المهمشة لنشر ثقافة التآخي والتعاون والشراكة، العمل على جعل الإعلام الالكتروني كالإعلام عموماً جزءا ثابتا محوريّا في منظومة الحقوق والواجبات المطلوبة مع ترسيخ سيادة القانون والقضاء - علماً أن الاتحاد ليس مسؤولاً عن محتويات المواقع المسجلة في الاتحاد الدولي للإعلام الإكتروني-، ويؤكد ناطور أيضاً في سياق الحديث عن الأهداف أن:" أولوياتنا دعم وتوفير ومنح مساحات إعلامية للمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة والمناطق المهمشة ومناطق النزاع الأكثر حاجة لإعلام حر ونزيه في العالم وأيضاً دعم وتعزيز وتطوير مكانة المرأة في الوصول إلى مراتب عليا في قيادة المؤسسات الإعلامية". يونيم...جرأة في الطرح وواقعية في الأداء "الحياة إمّا أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء" هكذا قالت هيلين كيلر، وتنفيذ فكرة يونيم بكل تفاصيلها وتجسيدها بأجسام مختلفة في معظم الدول لتمثيل الفكرة لا يقل عن مغامرة جريئة من الدرجة الأولى، لا سيما أنها تخدم الآلاف من أصحاب المهنة. ويختتم رئيس الإتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني فتحي ناطور حديثه قائلاً:" نحن منظمة دولية وإعلامية متخصصة بتعزيز التنمية والرعاية المهنية والقانونية والاستقلالية لكافة قطاعات الإعلام الإلكتروني والعاملين فيه، الخاص والحكومي والأهلي بأشكاله وأنواعه، وبعد هذا الإنجاز أستطيع أن أصرح أن "يونيم" يستقبل يومياً الآلاف من طلبات الانتساب لصفوف الإتحاد، فهنيئاً ل"يونيم" بهيئاته وأعضائه هذا الإنجاز المبارك"ومبروك لكم جميعا.