نظم المجلس العلمي المحلي بمدينة الحسيمة والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ومركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، ومركزالريف للتراث والدراسات والأبحاث بالناظور،وبتعاون مع جمعية زمزم للأعمال الخيرية بالحسيمة يوم الأحد 22أبريل2012 الموافق لفاتح جمادى الثانية 1433ه ندوة علمية في موضوع: "الشباب ومنظومة القيم بين الإلتزام وتحديات الإنفصام"" ابتدأت الندوة على الساعة الخامسة مساء بمدرج المدرسة الوطنية بالحسيمة حيث كان الافتتاح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم قرأها الطالب ياسين المنصوري، بعد ذلك رحب المسير الأستاذ محمد أورياغل عضو المجلس العلمي المحلي للحسيمة بالحضور والسادة المؤطرين، مشيرا إلى الظرفية التي تنعقد فيها هذه الندوة ومذكرا بدور الشباب الذي يعد رأسمال الأمة، ليقدم بعد ذلك السادة المؤطرين: الدكتور سمير بودينار والدكتور فؤاد بوعلي والدكتور عبد الله غوتة ويعطي الكلمة للسيد رئيس المجلس العلمي المحلي للحسيمة الأستاذ عبد الخالد الرحموني في كلمته رحب السيد الرئيس بالحضور، وعبر عن أهمية التعرف على جميع الثقافات العالمية دون تمكينها من اقتلاع الثقافة الأم، مشيرا إلى أن هذا لا يتأتى إلا بالتشبث بالقيم. لهذا - يقول السيد الرئيس- تأتي هذه الندوة التي تستهدف بالأساس الشباب لأهميتهم في بناء المجتمع لتنبه على الهجمة على القيم: هجمة تهدف إلى انصهارقيمنا في الشخصية العالمية التي تضيع فيها الثقافة الإسلامية. وقد أشار في كلمتة إلى العديد من القيم التي يجب التمسك بها وإعادة إنتاجها. تحدث الأستاذ سمير بودينار عن المواطنة باعتبارها مفهوما حيا وحيويا ومركبا يجب تأصيله وتحليله لنتمكن من ترسيخه. فالمواطنة - كما يقول الأستاذ - هي علاقة الإنسان بالوطن والمجتمع. هذا المجتمع الذي يعرف مجموعة من التحديات كالتطرف في الفردانية وثورة التطلعات كما تطرق الدكتور إلى ذكر أربعة من الأسس التي تتأسس عليها المواطنة: فكرة الإنتماء للوطن الواحد، وفكرة الواجب قبل الحق، وفكرة الحق أوالحقوق، وفكرة الاشتغال بالشأن العام. وفي محور آخر تحدث عن الشباب وقيم المواطنة، ليثبّت أن القيم تحتاج إلى إعادة الإنتاج في إطار المجتمع عن طريق تداولها جيلا بعد جيل، وهنا تظهر أهمية الشباب باعتباره القوة الأساسية في كل مجتمع يريد النهوض بوعي وعمل. حصر مداخلته في الإجابة عن ثلاثة أسئلة - لماذا الدفاع عن الهوية اللغوية ؟ - كيف ندافع عن هذه الهوية؟ - لماذا الشباب؟ بيّن الدكتور فؤاد بوعلي أننا نعيش صراعا حول القيم والهوية اللغوية لذلك وجب الدفاع عنها بمبررات عديدة منها 1) ارتباط اللغة بالهوية ومنظومة القيم، فاللغة ليست مجرد آلة للتواصل فقط بل هي منظومة القيم. اللغة مرآة العقل. 2) الإفتراس اللغوي الذي نشهده ومثال ذلك ما تبذله الفرانكفونية من أجل السيطرة على التعليم والإعلام 2) المؤشر الذي يظهر في التعليم حيث نجد سوق الشغل غير مرتبط بما يدرس في تعليمنا وقد أشار أيضا إلى أن اللغة العربية هي لغة الإسلام وما كان اختيار الله لهذه اللغة عبثا وهذا ما جعل القدماء ينصبون بالبحث فيها. أما عن كيفية هذا الدفاع فيرى الأستاذ أنه من الضروري تكوين قناعة مبدئية بأهمية هذه اللغة، زيادة على الحملات التعبوية التي يجب القيام بها، إضافة إلى ضرورة الرهان على ما يسمى بالتصحيح اللغوي. الدكتور قام بدراسة تحليلية للقضايا المتعلقة بمنظومة القيم من زاوية الإعلام، فبين أننا اليوم انتقلنا من إعلام السلطة إلى سلطة الإعلام. وأكد على ضرورة حيازة غربال نستطيع من خلاله، قراءة ما نريد قراءة سليمة. كما نبه الدكتور عبد الله على أن الوقت قد حان للإنتقال من المواقف إلى المواقع ولتكون مداخلته دقيقة عرض الأستاذ مجموعة من الإحصائيات التي تبين أن عددا هائلا مرتبط بالأنترنت و الفضائيات باعتبارها مصدرا للمعلومة، وقد وضع علامة استفهام على المصادر التي لا تُخرِج هذه المعلومة إلا إذا أرادت زعزعة دولة أو كيان في محور ثان تحدث عن علاقة سلطة الإعلام بالقيم، حيث أوضح أن المواقع المنافية للأخلاق والقيم تفوق المواقع البناءة، وذكر أننا نستقبل الجيل الثالث للأنترنت. وخطورة توجيه مستعملي الأنترنت لغايات غير مرضية، وتصدير الثقافات الغريبة وارد بشكل كبير. بعد نهاية مداخلات الأساتذة، وُزّعت شواهد تقديرية وهدايا رمزية على الدكاترة المؤطرين والسيد مدير المدرسة الوطنية ونائبه والكاتب العام لعمالة الحسيمة السيد محمد بلعباس ودُعِي الحضور الكريم لحفل شاي. تقدم ممثل عن جمعية زمزم بعدها بكلمة بخصوص الندوة، وبعده ياسين المنصوري طالب بالمدرسة الوطنية بسرد بعض القصص من القرآن والسيرة النبوية الشريفة مستخلصا بعض العبر والدروس. فتح بعدها باب النقاش أمام الحاضرين الذين استفسروا وأضافوا أفكارا في سياق موضوع الندوة. في آخر هذه التظاهرة العلمية رفع الأستاذ محمد زفزافي عضو المجلس العلمي المحلي للحسيمة الدعاء لأمير المؤمنين وسائر المسلمين. ودعت جمعية زمزم للأعمال الخيرية في الأخير الجميع إلى وجبة العشاء