ولأن عبد المجيد مغربيا قحا ، يرفض عيش الإذلال والامتهان ، ولأن الكرامة عنده لا تقدر بثمن ، فهو رافض أن يمد يده لأحد طلبا للمساعدة ....شعاره : قليل من الخبز النقي المحصل عليه بعرق الجبين لا يوازيه ركام من الأموال المحصل عليها بالطرق المشبوهة ......ولأن الحوداري مستميت في الدفاع عن مثل هذه القيم في زمن الماديات المتسخة ، فقد حضي بتعاطف فعاليات ونخب المدينة وناصرته في الدفاع عن حقه في امتلاك كشك ينتفع منه ،وتنتفع منه الأسرة التي حرم من بنائها وهو الذي لا يفصله عن عقده الخامس إلا سنة واحدة .... في عز الربيع العربي اعتصم هذا المواطن ، هدد بتمزيق شرايينه ببهو البلدية ،راسل أكثر من جهة من أجل كشك صغير ....وبعد أكثر من وعد ووعيد سيجتمع المجلس البلدي يوم 15 غشت 2011 ويصادق بإجماع أعضائه على منح رخصة الكشك للمواطن عبد المجيد حوداري الحامل للبطاقة الوطنية رقم GM 121900 . ....اجماع لم يحصل لحظة واحدة في عمر هذا المجلس ....عادت البسمة لتعلو محيا هذا المواطن ، وانطلق في البحث عن مصادر التمويل هنا وهناك ، وتوافد على أبواب الجماعة من أجل سحب الرخصة العجيبة مآت المرات ، بل رابط لأيام وطيلة أوقات العمل في انتظار الذي يأتي ولا يأتي ، وفي كل مرة كان التماطل والتسويف هو سيد الموقف .....بدأ اليأس يتسرب إلى مفاصل عبد المجيد بعد أن شعر بأن رخصته قد تبخرت في سماء ملبدة ....ولأن إرادته لا تقهر ،ولأنه طالب حق فقد دق أبواب عامل الإقليم يوم 23 دجنبر بشكاية في الموضوع ،ملتمسا منه " انصافي ورفع الظلم عني وإعطاء كل ذي حق حقه " أما بعد ، ألا يحق أن يكون المواطن عبد المجيد الحوداري رجل السنة بامتياز بمدينة وزان ؟