أسيف:محمد صلاح الدين البقاري وكالة المغرب العربي يعد سمك السردين الذي تشتهر به مدينة الحسيمة من حيث الجودة, السمك الأكثر استهلاكا بمنطقة الريف في شهر رمضان المبارك الذي تزامن هذه السنة مع فصل الصيف, كما أنه من بين الأطباق الأساسية التي لا تكاد تخلو منها موائد الإفطار بالمنطقة. ويصل استهلاك بعض الأسر من سمك السردين إلى أربعة وخمسة أيام في الأسبوع, وعند بعض العائلات يعد هذا الطبق الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان والسر وراء ذلك حسب رئيس جمعية النهضة السياحية بالحسيمة خالدٍ استوتي يكمن في كون سمك السردين أو "إسرمان" كما يسميه المحليون يعد من أحسن وألذ أنواع السردين على الإطلاق علاوة على رخص ثمنه مقارنة مع سائر أنواع السمك وغنى مكوناته الغذائية. وإذا كانت طرق إعداد السردين وطهيه تختلف حسب الأذواق والعائلات فإن الأسر في الحسيمة غالبا ما تفضل تناول سمك السردين المشوي بالهواء الطلق والذي يوضع على المشواة مباشرة بعد زيادة الملح حسب الذوق, أو يضاف إليه البصل والمقدونس وقطع الليمون. ومن أنواع أكلات الأسماك أيضا السردين الذي يتم تحضيره في طاجين من الفخار من النوع المعروف بمنطقة الريف كخزف ادردوشن بالجماعة القروية تماسينت, حيث يتم طهيه بعد تنقيته من أحشائه وأشواكه حتى يكون بشكل مسطح فيوضع على الخضر المكونة من البطاطس والبصل والطماطم والليمون المقطعة على شكل دوائر صغيرة, يضاف إليها خليط من الماء والزيت والتوابل والمقدونس والملح. وأوضح المندوب الجهوي للصيد البحري بالحسيمة محمد المسعودي أن حجم المنتوج من سمك السردين لم يتجاوز خلال السبعة أشهر الأولى من السنة الجارية ألف و132 طن في حين أن منتوج نفس الفترة من السنة الماضية بلغ ألف و812 طن أي بانخفاض يصل إلى 5ر37 في المائة. وسجل المسعودي أن المخزون السمكي بالإقليم في انخفاض مستمر نتيجة عدة عوامل منها على الخصوص الصيد المفرط والسدود والإكثار من الأسمدة الفلاحية ومخلفات مطرح النفايات القديم (سيدي عابد) التي ما تزال في قعر البحر لحد الآن والصيد بالمتفجرات واستعمال شباك ممنوعة في الشواطئ وتلوث مياه البحر بسبب زيوت محركات البواخر. وأشار إلى أن ارتفاع ثمن السردين والأسماك الأخرى يرجع إلى المضاربة من جهة والإقبال المتزايد على استهلاك الأسماك في شهر رمضان بالخصوص من جهة ثانية, مبرزا أن سمك السردين يتواجد بكثرة في الفترة ما بين شهر مارس وشتنبر. وفي تصريح مماثل أبرز أحد بائعي الأسماك بسوق الثلاثاء بوسط المدينة أن سوق السمك يعرف منذ حلول شهر رمضان المبارك حركة دؤوبة ورواجا غير مسبوق من حيث إقبال المواطنين على شراء الأسماك بدل اللحوم الحمراء والبيضاء خاصة سمك السردين لان سعره مناسب وفي متناول جميع شرائح المجتمع. وأكد أن ارتفاع ثمن الأسماك بمختلف أنواعها يرجع إلى التصدير والاحتكار والمضاربة وكثرة الطلب وضعف العرض, مشيرا إلى أن بائعي أسماك السردين يشترون بدورهم السمك بثمن باهظ قد يصل في بعض الأحيان إلى 17 درهم في حين نجد ثمنه الحقيقي لا يتعدى خمسة دراهم للكيلوغرام الواحد. وأجمع بعض المواطنين أن العديد من الأسر بالحسيمية تحرص على ضرورة تواجد طبق سمك السردين على مائدة الإفطار رغم ارتفاع ثمنه, مؤكدين أن المنتوج المحلي من الأسماك أصبح غير كاف ما يدفع بعض المهنيين إلى استيراد أسماك مدن الناظور والعرائش والدار البيضاء لسد الخصاص التي تعرفه أسواق الإقليم والتي تباع بنفس ثمن الأسماك المحلية المعروفة بالجودة. وطالبوا من الجهات المعنية بوضع سقف معقول لثمن بعض الأسماك ومحاربة ظاهرة المضاربة والاحتكار باعتبارهما السبب المباشر في الارتفاع المهول الذي أصاب أثمان السمك خلال شهر الصيام.