لم يفوت الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، فرصة الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو إلى بلاده، لإقحام قضية الصحراء في المحادثات التي جرت مع ضيفه، حيث أعلن تبون وفق ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، اتفاق البلدين على ضرورة "مساعدة الشعب الصحراوي في سبيل نيل حقه في تقرير المصير". وكما يفعل النظام الجزائري كل مرة، ربط تبون قضية الصحراء بالقضية الفلسطينية، حيث قالت الوكالة الرسمية إن الرئيسين تحدثا حول ضرورة العمل لدعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، إضافة إلى دعم "الشعب الصحراوي لتقرير مصيره"، ومساعدة الشعب الليبي لإنجاح مساره الانتخابي. وتأتي خطوة استقبال الجزائر للرئيس الفنزويلي في سياق سياسي إقليمي متوتر، بعد إعلان الجزائر تعليق اتفاق "الصداقة والتعاون" مع إسبانيا وإيقاف التبادل التجاري بين البلدين، بسبب تأكيد إسبانيا دعمها لمقترح المغرب المتعلق بالحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة الكاملة للمملكة المغربية. وفي ظل القطيعة في العلاقات بين الجزائر والمغرب، فإن قصر المرادية، وفق عدد من المتتبعين، يجد نفسه في وسط إقليمي يتعارض مع مطامحه وأهدافه في المنطقة، وبالتالي لجأ إلى فنزويلا لتمرير رسائل ضد كل من إسبانيا والمغرب، وإعطائها صبغة دولية من خلال زيارة مادورو. وتطرح زيارة مادورو إلى الجزائر في هذا الوقت العديد من التساؤلات، خاصة أن العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة ليست قوية من حيث الاقتصاد والتجارة، وحتى السياسة، عدا التوافقات التي تجمعهما في بعض القضايا الدولية، ولم يكن هناك أي رابط جوي مباشر بين البلدين قبل أن يُعلن الرئيسان اليوم إحداثه. ويقرأ متتبعون للوضع الإقليمي حاليا، أن هذه الزيارة تقف وراءها الجزائر، في محاولة للظهور بأنها ليست الوحيدة التي تقف إلى جانب ما تسميه ب"الشعب الصحراوي" أو جبهة "البوليساريو" الانفصالية، بالرغم من أن النظام الفنزويلي بدوره يواجه انتقادات كبيرة داخل البلاد وخارجها ولا يحظى بمصداقية دولية. جدير بالذكر، أن إسبانيا أعلنت عبر وزير الخارجية، خوسي مانويل ألباريس، أنها تدرس الرد على القرارات التي اتخذتها الجزائر، وأنها ستدافع على كافة مصالحها بشكل حازم.