في خرجة جديدة، جدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، مواقفه العدائية تجاه المملكة المغربية، معتبرا نزاع الصحراء المغربية مسألة "تصفية استعمار في القارة الإفريقية". وقال الرئيس الجزائري في أول خطاب له عقب عودته من رحلة العلاج في ألمانيا، ان "الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا وموققنا واضح يدعو إلى حق تقرير مصير الشعب الصحراوي". ويبدو أن الرئيس تبون، تجاهل الأزمة الداخلية التي يئن تحتها الشعب الجزائري التواق الى الحرية والكرامة والديمقراطية، وتداعيات أزمة "كورونا" الوخيمة على اقتصاد بلاده، واختار أن يجدد موقفه العدائي تجاه المملكة المغربية من بوابة نزاع الصحراء المغربية. ومنذ انتخابه على رأس البلاد، لم يتوانى الرئيس عبد المجيد تبون في اعلان دعمه الكامل لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، ومعاداته للصحراء المغربية، اذ سبق وأن أقحم خلال القمة الافتراضية لمجموعة الاتصال لحركة دول عدم الانحياز، شهر ماي المنصرم، نزاع الصحراء ضمن الأراضي التي تعيش تحت "الاحتلال" كما هو حال القضية الفلسطينية، علماً أنه لا توجد مقارنة بين القضيتين الفلسطينية والصحراوية باعتراف جميع القرارات الدولية. استمرار الرئيس تبون في اجترار نفس الأساليب الماضية التي سبقها اليه عبد العزيز بوتفليقة، يؤكد بحسب المتتبعين للشأن الجزائري، أن بقاء تبون على رأس هرم السلطة في الجزائر، رهين بالدرجة الأولى بمواقفه تجاه المملكة المغربية، وملف الصحراء، الذي يعتبر من بين الملفات التي تؤرق النظام العسكري الجزائري، الذي سخر طيلة الأشهر الماضية، آلته الدعائية لمهاجمة المغرب، بعدما انكسرت شوكته على يد الدبلوماسية المغربية، التي راكمت مكتسبات كبيرة في قضية الصحراء.