خطت إسبانيا خطوة جديدة على طريق المُصالحة مع المغرب وحسم موقفها نهائيا من قضية الصحراء، إثر إعلان حكومتها دعم المقترح المغربي بمنح المنطقة حكما ذاتيا، وهذه المرة صدر الموقف عن لويس غارسيا مونتيرو، المدير العام لمعهد "سيرفانتس" الذراع الثقافي لوزارة الخارجية الإسبانية، والذي أكد أن بلاده تنوي توسيع قاعدة مراكزها في المغرب لتشمل الصحراء عن طريق افتتاح مؤسسة بمدينة العيون. وخلال مشاركته في نشاط احتضنته مدينة طنجة هذا الأسبوع تزامنا مع احتفالات مرور 3 عقود على تأسيس المعهد الثقافي التابع لوزارة الخارجية الإسبانية، قال مونتيرو، في تصريحات لموقع "إستريتشو نيوز" الناطق بالإسبانية، إن المؤسسة تعمل مستقبلا على إنشاء مركزين جديدين في المغرب ويتعلق الأمر بواحد بمدينة أصيلة والآخر بمدينة العيون. وكان مونتيرو يُجيب على سؤال حول انتشار اللغة الإسبانية بالمغرب، حين ذكر بوجود 6 مراكز تابعة للمعهد في المملكة بالإضافة إلى عدة ملحقات ما يجعلها مرجعا في هذا المجال، وأضاف حاليا "نعمل جاهدين على أن نوصل معهد "سرفانتس" لمدن أخرى على غرار مدينتي العيونوأصيلة"، وهو الأمر الذي يمثل موقفا رسميا إسبانيا يقر بانتماء الصحراء للجغرافيا المغربية. وتُعد هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها عن المدير العام للمؤسسة، المسؤول عن المعهد الذي تنتشر فروعه في 88 دولة، من بينها تلك الموجودة في طنجة وتطوان والرباط والدار البيضاء ومراكش وفاس، تصريح يؤكد فيه رغبة مدريد في تدشين فرع جديد في منطقة الصحراء، بل ويعتبره جزءا من خارطة انتشار المعهد في المغرب. وتنسجم هذه الخطوة مع مسلسل التقارب المغربي الإسباني الذي تلا الرسالة الموجهة من رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز للملك محمد السادس، والتي أكدت أن مدريد باتت تعتبر مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية المقترح الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل الصراع، وهو ما أنهى أزمة دبلوماسية هي الأسوأ من نوعها بين البلدين.