اعترفت جبهة "البوليساريو" الانفصالية بالصعوبات التي أصبحت تواجه تحقيق "أوهامها" على أرض الواقع بعد حوالي 5 عقود كاملة من الصراع في الصحراء مع المغرب، وفق ما جاء في بيان لما تسميه ب"الأمانة العامة للجبهة"، بمناسبة الذكرى 49 لتأسيس "البوليساريو" التي تتزامن مع 10 ماي من كل سنة. وقال البيان المذكور إن ذكرى هذه السنة، تأتي في ظل "التحديات والمخاطر الجمة التي تحيط بكفاحنا الوطني وتهدد وجودنا اليوم"، مضيفا أن الوضع الحالي يتطلب "رص الصف" من أجل مواجهة تلك التحديات، في اعتراف ضمني بالهزائم الكثيرة التي لقيتها الجبهة في السنوات الأخيرة من طرف المغرب، سواء على الجانب الديبلوماسي أو الجاني العسكري الميداني. وكانت الجبهة الانفصالية قد تأسست في 10 ماي 1973 بدعوى تحرير الصحراء من "الاحتلال المغربي"، ومضت الآن 49 سنة دون أن تتمكن من تحقيق أي نصر لها على أرض الواقع، في الوقت الذي يفرض المغرب من جانبه حقه التاريخي في انتماء الصحراء إليه. وتلقت "البوليساريو" في السنوات الأخيرة هزائم عسكرية وديبلوماسية ثقيلة، ومن أبرز الهزائم الديبلوماسية تجلت في سحب العديد من الدول اعترافها بها، مقابل دعم المقترح الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، وانفضاض الكثير من المدعمين من حولها، ولم يتبق من المدعمين المعروفين سوى الجزائر باعتبارها الدولة التي تحتضن هذا الكيان. كما أنه من أبرز الهزائم الديبلوماسية الأخرى، تتعلق باعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء، ودعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، في تغير كبير جدا في مواقف البلدان الغربية الكبرى من هذا الصراع، لصالح الرباط. وعلى المستوى الميداني، فقد تكبدت عناصر "البوليساريو" العديد من الخسائر جراء الهجمات التي تنفذها القوات المغربية، خاصة باستخدام الطائرت المسيرة عن بعد "درون"، التي أصبحت "كابوسا أسودا" لميليشيات الجبهة وفق تصريح أحد قادتها للصحافة الإسبانية العام الماضي. ويرى عدد من المتتبعين للصراع في الصحراء، أن جبهة "البوليساريو" بدأت تفقد معركتها في الصحراء، ودخلت في مرحلة النهاية، خاصة بعد قيام دول إفريقية عديدة وغربية بإعلان دعمها الصريح للمقترح المغربي لحل النزاع في المنطقة، ويتمثل في الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة المغربية، باعتباره أكثر الحلول "مصداقية وعدلا".