صدام جديد بين رئيس الوزراء بيدرو سانشيز وحزب "فوكس" اليميني المتطرف ذاك الذي بدأت شرارته تتقد مؤخرا، نتيجة حسم حكومة مدريد موقفها بخصوص طلب لطالما ألح عليه الحزب بإلحاح داخل البرلمان، وهو المتعلق بتقديم طلب إلى حلف شمال الأطلسي "النيتو" من أجل ضم مدينتي سبتة ومليلية إلى المناطق الخاضعة لحمايته، وهو الأمر الذي أكد السلطة التنفيذية أنه لن يحدث حتى عندما ستحتضن مدريد قمة الحلف في يونيو المقبل. وأجابت الحكومة كتابيا على استفسار برلماني بخصوص ما إذا كانت تنوي إدراج المدينتين ضمن المناطق الخاضعة لحماية الحلف باعتبارهما جزءا من "الأراضي الإسبانية"، وذلك تحسبا لحدوث أي "عدوان افتراضي" ضدهما، في إشارة ضمنية إلى المغرب حاملا إشارة إلى وجود هذا الخطر في الوقت الحالي على غرار الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، غير أن مكتب رئيس الوزراء كان صريحا إن تقديم طلب من هذا النوع ليس ضمن جدول أعماله خلال القمة المقبلة رغم أن الأراضي الإسبانية هي التي ستحتضنها. وأثار ذلك غضب حزب "فوكس" الذي أصدر موقفا ضد سانشيز، رابطا الأمر بالاتفاق الجديد بين الرباطومدريد، موردا أنه "لتسليم الصحراء إلى المغرب كان يكفي سانشيز بعث رسالة، لكن حين يتعلق الأمر بأن توضع سبتة ومليلية تحت مظلة حلف "النيتو" فإن الأمر ليس على جدول أعماله"، وتابع "نحن بين يدي مستبد، ووجود إسبانيا المستقبلي يعتمد على مغادرته للحكومة"، وهو الأمر الذي عاد فيه الحزب إلى موضوع عدم استشارة سانشيز مع البرلمان قبل إعلان دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء. ونقلت صحيفة "لاراثون" الإسبانية عن أغوستين روسيتي ، المتحدث باسم "فوكس" في لجنة الدفاع بمجلس النواب قوله إنه "يجب أن يثار موضوع ضم سبتة ومليلية إلى الأراضي الخاضعة لحلف النيتو، لأن الأمر يتعلق بجزء من الردع"، معتبرا أن "حماية إسبانيا" تقتضي ذلك، وهو التصريح الذي يمثل انعكاسا للموقف التقليدي للحزب اليميني المتطرف من المغرب، إذ يرى أنه "بلد لديه طموحات توسعية"، وأنه يستهدف "غزو المدينتين". وكان "فوكس" قد حرك بقوة ملف إخضاع سبتة ومليلية لحماية "النيتو" منذ ماي من العام الماضي، إثر دخول الآلاف من المهاجرين غير النظاميين إلى مدينة سبتة عقب الأزمة الدبلوماسية بين الرباطومدريد إثر سماح حكومة سانشيز لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية بدخول أراضيها بشكل سري وبواسطة جواز سفر جزائري مزيف، وعاد مؤخرا لطرح الأمر بعد المصالحة الإسبانية المغربية، مروجا لكون رئيس الوزراء قدم "تنازلات" كبيرة للمغرب.