صدر عن منشورات "بيت الحكمة" بتطوان كتاب "الخطابة السياسية الشعبوية عند عبد الإله بنكيران"، لمؤلفه محمد الأمين مشبال، والذي قدم له عبد القادر الشاوي. ويتناول الكتاب الذي يقع في 274 صفحة، تجليات الخطاب السجالي لدى زعيم حزب العدالة والتنمية، والاستراتيجيات الخطابية التي اعتمدها للتأثير في الجمهور. وانطلق المؤلف من فرضية مركزية مفادها أن الشعبوية، تمثل السمة المهيمنة على الخطاب السياسي لعبد الإله بنكيران، وبكون تواصله السياسي يتغذى ويتلون بالمرجعية الدينية وتحديدا بالخطاب الوعظي، مما يميزه عن باقي الخطابات الشعبوية في أمريكا اللاتينية وأوروبا. وعمد المؤلف إلى تقسيم كتابه إلى بابين، الباب الأول عالج في فصله الأول مفهوم الشعبوية وخصائصها استنادا على دراسات كتاب بارزين في المجال مثل باتريك شارودو وألكسندر دورنا وإرنست لاكلو ووجان ورنر ميلر، وخصص فصله الثاني لاستعراض تجربة حزب العدالة والتنمية من حيث المسير الفكري الذي أفضى به للقبول بمؤسسات الدولة وبإمارة المؤمنين وكذا تجربته السياسية منذ تأسيسه والتي توجت بتوليه رئاسة الحكومة لولايتين متتاليتين. أما الباب الثاني فقد توجه إلى تحليل الاستراتيجيات الخطابية المتضمنة في المتن الذي يتكون من عديد من الخطب التي ألقاها بنكيران في مناسبات مختلفة وعلى مدى زمني يناهز سبع سنوات. وقام المؤلف بتقسيم الباب الثاني إلى فصلين، الأول يستعرض أخلاق الخطيب والتجليات المختلفة لذاته عبر خطبه، أما الفصل الثاني فقد خصص لتحليل تجليات أخلاق وصورة الخصم عبر تحليل خطب بنكيران نفسها. في الختام عمد المؤلف محمد الأمين مشبال إلى صياغة الاستنتاجات التي توصل إليها انطلاقا من الدراسة التي أجزها حول الخطابة الشعبوية لبنكيران، ولإشكال يهم الاختيار الديمقراطي لحزب العدالة والتنمية ومدى عمق المراجعات الفكرية التي قام بها في تسعينيات القرن الماضي من أجل تسهيل والولوج للعمل السياسي الشرعي. كما خصص المؤلف عدة ملاحق مهمة، يتعلق الأول بدلالات الأسماء والأعلام في خطب بنكيران، والثاني حول تعاليق القراء على أطروحة الدكتوراه في وسائل التواصل الاجتماعي، أما الملحق الثالث فقد خصص للعديد من خطب بنكيران التي ألقاها ما بين 2011 و2017 والتي كانت موضوع قراءة وتحليل الباحث مشبال.