أنهى جوسيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، البروباغاندا التي كانت تروجها جبهة البوليساريو الانفصالية بخصوص حصولها على اعتراف أوروبي لصالح ما تسميه "الجمهورية الصحراوية" إثر مشاركة زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، في أشغال قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي التي احتضنهتها بروكسيل شهر فبراير المنصرم، حيث أكد في جواب كتابي لفائدة البرلمان الأوروبي أن موقف الاتحاد هو عدم الاعتراف بكيان مستقل في الصحراء. وفي رده على سؤال وجهه النائب التشيكي توماس زديتشوفسكي، أكد بوريل أن مشاركة غالي في القمة لم يكن له أي تأثير على موقف الاتحاد الأوروبي، مشددا على أن عدم اعترافه ب"الجمهورية" التي تدعيها "لبوليساريو "معروف ولم يتغير"، مجددا الدعم الكامل ل"جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا، للوصول إلى حل عادل وواقعي ودائم ومقبول للطرفين"، مشيرا أيضا إلى ضرورة أن يحترم "قرارات مجلس الأمن". وفي هذا النقطة تحديدا أشار بوريل إلى نقطة تصب في صالح الطرح المغربي حيث نص على ضرورة احترام "قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولاسيما القرار 2602 صادر بتاريخ 29 أكتوبر 2021"، وهو ذاته القرار الذي رحبت به الرباط في وقت، في الوقت الذي أثار غضب الجزائر و"البوليساريو"، حيث لم يحمل أي إشارات لإدانة عملية "الكركارات" ولا لوجود "الحرب" التي تدعيانها في الصحراء، كما استمر في اعتبار الجزائريين طرفا في الصراع. وكان النائب التشيكي قد انتقد في سؤاله استقبال زعيم "البوليساريو" من طرف الاتحاد الأوروبي، واصفا الأمر بأنه " يتعارض مع قيم ومبادئ أوروبا المتعلقة بحقوق الإنسان"، مشيرا إلى الوضع في مخيمات "تيندوف" بالجزائر التي قال إنها تشهد "انتهاكات حقوقية وأصبحت أرضا خصبة لتجنيد الشباب من قبل جماعات الجريمة المنظمة والشبكات الجهادية الناشطة في منطقة الساحل والصحراء"، مبدية سخطه أيضا على استقبال "قيادات البوليساريو في دول عضو بالاتحاد الأوروبي رغم كونهم متهمين بجرائم تتعلق بالاغتصاب والخطف والتعذيب والتصفية الجسدية وانتحال الهوية". وللإشارة، فإن غالي حضر إلى بلجيكا للمشاركة في القمة الأوروبية الإفريقية يومي 17 و18 فبراير الماضي بفعل عضوية الجبهة في الاتحاد الإفريقي، والذي كان الطرف الذي وجه إليه الدعوة، في حين لم يحظ بأي استقبال رسمي خلال وصوله إلى مكان الاجتماع ولم يستقبل أي زعيم دولة أوروبية باستثناء رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الذي كشفت صحافة بلاده أنه التقى به على هامش إحدى الاجتماعات.