كشفت شركة "NewMed Energy" الإسرائيلية أنها تُجري حاليا مفاوضات مع المغرب من أجل الحصول على ترخيص التنقيب عن الغاز على السواحل المتوسطية والأطلسية المغربية، ووصف المدير التنفيذي للشركة، يوسي أبو، أن المفاوضات وصلت مرحلة متقدمة حسب مصادر إعلامية. وأعلنت الشركة الإسرائيلية عن هذه الخطوة خلال ندوة بتل أبيب أول أمس الثلاثاء كشفت فيها عن تغيير إسمها من "Delek Drilling" إلى "NewMed Energy" وأوضحت استراتيجيتها الجديدة التي تهدف إلى تعزيز من أنشطتها في الحصول على تراخيص التنقيب عن الغاز، مشيرة إلى أن المغرب من البلدان التي تسعى للحصول على الترخيص للتنقيب فيها. ووفق الشركة الإسرائيلية، فإن المغرب يُعتبر من الدول ذات الإمكانيات الهائلة من الناحيتين الجيولوجية والتجارية، وفي حالة الحصول على الترخيص للتنقيب عن الغاز بالمملكة المغربية ستكون هي ثاني شركة إسرائيلية تدخل إلى المغرب في هذا المجال بعد شركة "راتيو بيتروليوم إينيرجي". وكانت شركة "راتيو بيتروليوم إينيرجي" قد أعلنت في الشهور الأخيرة أنها وقعت اتفاقية مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، حصلت بموجبها على الحق الحصري في الدراسة والتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في كتلة الداخلة الأطلسية، بما يشمل مساحة تمتد إلى 129 ألف كيلومتر مربع بالإضافة إلى المياه الضحلة والعميقة إلى مسافة 3000 متر، حيث ستمتد أعمال الدراسة والبحث لعام واحد قابل للتمديد، على أن تمتد أشغال التنقيب ل8 سنوات يمكن تمديدها إلى 10 سنوات. وبخصوص شركة "نيوميد إينيرجي" الإسرائيلية، فإنها لم تُعلن بعد عن المناطق التي تهدف إلى استغلالها في التنقيب في حالة الحصول على الترخيص للقيام بذلك، غير أنه من المتوقع أن يكون ذلك على الواجهة الأطلسية وبالسواحل الجنوبية المغربية، بالنظر إلى وجود مؤهلات كبيرة في هذه المناطق حسب دراسات سابقة. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن المغرب سرّع من وتيرة البحث والتنقيب عن الغاز داخل المملكة في السنتين الأخيرتين، وبالخصوص في الشهور الأخيرة التي تلت إيقاف اتفاقية أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي ينطلق من الجزائر عبورا من المغرب ووصولا إلى إسبانيا، والذي كان يسمح للمغرب بالحصول على حاجياته من الغاز. ومعلوم أن شركة "Chariot" البريطانية المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز أعلنت في 10 يناير الماضي عن اكتشافات جديدة للغاز الطبيعي بالمغرب، وصفتها بأنها "تجاوزت التوقعات" التي كانت لدى الشركة سابقا، مما يجعل إمكانية تحول المملكة المغربية من البلدان المنتجة للغاز أقرب إلى التحقق. وحسب بلاغ رسمي للشركة، فإن أعمال الحفر التي قامت بها منصة "ستيان دون" في منطقة الحفر الثانية التي تقع قبالة ساحل العرائش، أو التي يُطلق عليها ب"بئر أنشواز 2" أدت إلى اكتشاف مخزون مهم للغاز يفوق ما تم اكتشافه في البئر الأول "أنشواز 1" في نفس الساحل بحوالي الضعف. وأوضحت الشركة في ذات السياق، أن أعمال التنقيب في منطقة الحفر الثانية تشير المعطيات الأولية إلى وجود غاز على مساحة 100 متر، وذلك أكثر مما تم اكتشافه في منطقة الحفر الأولى التي أظهرت المعطيات السابقة إلى وجود الغاز على مساحة 55 متر فقط. وقال أدونيس بوروليس، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة شاريوت البريطانية تعليقا على هذه المستجدات، أن "هذه نتيجة هائلة وأود أن أشكر المكتب الوطني المغربي للكربوهيدرا وشركائنا على الترخيص وجميع المشاركين على دعمهم الذي لا يقدر بثمن، والذي مكّن من حفر البئر بأمان ونجاح وفي الوقت المناسب خلال فترة التحديات التشغيلية واللوجستية الكبيرة المطروحة بسبب وباء كورونا". وقالت الشركة أنها ستعمل على تحليل كافة المعلومات والمعطيات الناتجة عن هذا الاكتشاف الجديد، استعدادا لاتخاذ الخطوات المقبلة، بشأن عمليات استخراج الغاز من البئرين معا.