يُرتقب أن تُعلن ألمانيا في الأيام المقبلة، عن الإسم الديبلوماسي الجديد الذي سيتولى منصب السفير الألماني في المملكة المغربية، خلفا للسفير السابق غويتز شميدت بريم الذي يُعتبر من أوجه الأزمة الديبلوماسية التي يسعى البلدان إلى تجاوزها في الفترة الأخيرة. وحسب ما أوردته تقارير إعلامية ألمانية، فإن الإسم المُلعن لحد الساعة والذي وافقت السلطات المغربية على تعيينه في الرباط، هو توماس بيتر زاهنيسن، إلا أن الخارجية الألمانية قررت مؤخرا تأجيل تعيين هذا السفير في المغرب واحتمالية تعويضه باسم آخر. ويُرجح أن تُعلن ألمانيا في مقبل الأيام عن تعيين توماس بيتر زاهنيسن كسفير لها في الرباط، أو تغييره باسم آخر، حيث تبقى رغبة ألمانيا هي إيجاد الديبلوماسي المناسب الذي يتكلف بإعدة العلاقات الجيدة مع المملكة المغربية وبدء صفحة جديدة مع الرباط على غرار ما صرح به الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينمار مؤخرا في رسالة موجهة إلى المملك محمد السادس. وكان شتاينمار قد أشاد في رسالته المعنية، بمبادرة الحكم الذاتي التي اعتبرها "أساس جيد" لتسوية قضية الصحراء، حيث قال أن "مخطط الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة في سنة 2007 يعد بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل الى اتفاق" لهذا النزاع الاقليمي، مشيرا إلى دعم "بلاده، منذ سنوات عديدة، لمسلسل الأممالمتحدة من أجل حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كافة الأطراف". ونوه الرئيس الألماني في رسالته ب"الإصلاحات الواسعة التي تم إطلاقها تحت قيادة الملك محمد السادس" كما عبّر عن امتنانه "للانخراط الفعْال للملك من أجل عملية السلام بليبيا". وحرص الرئيس الألماني في رسالته إلى الملك محمد السادس إلى إبراز الدور المهم للمملكة على المستوى الإقليمي. وأكد الرئيس شتاينماير في هذا الصدد: "أشيد بالمساهمة الكبيرة لبلدكم من أجل الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة". واعتبر رئيس ألمانيا الاتحادية أن المغرب متفرد في مجال محاربة الإرهاب وهو ضروري بالنسبة لبلاده ألمانيا ولأمنها. معتبرا أن النموذج المغربي لتكوين الأئمة بمثابة عنصر واعد من شأنه القضاء على التطرف. وشدد فرانك فالتر شتاينماير بالإصلاحات التي قامت بها المملكة المغربية مذكرا ب"دعم ألمانيا المستمر والقوي للتطور الرائع للمغرب".وأضاف الرئيس الألماني "أثمن عاليا مبادراتكم المبتكرة في مكافحة التغير المناخي وفي مجال التحول الطاقي"، مبرزا أنه "بفضل التطور الديناميكي لبلدكم، أصبح المغرب موقعا مهما للاستثمار بالنسبة للمقاولات الألمانية بافريقيا". وفي هذا السياق، وجه الرئيس شتاينماير دعوة إلى الملك محمد السادس للقيام ب "زيارة دولة إلى ألمانيا"، من أجل "إرساء شراكة جديدة بين البلدين". واعتبر الكثير من المتتبعين للعلاقات المغربية الألمانية، أن هذه الرسالة من الرئيس الألماني إلى الملك المغربي محمد السادس، قد وضعت بشكل رسمي نهاية للأزمة الديبلوماسية التي كانت قد نشبت بين البلدين في الشهور الماضية بسبب المواقف الألمانية من قضية الصحراء التي اعتبرتها الرباط مواقفا معادية للمصالح العليا والقضايا الأساسية للمملكة المغربية.