دعا الأستاذ الجامعي الإسباني، خورخي ميستري، المستشار السياسي الأول لرئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا سابقا، رئيس وزراء بلاده، بيدرو سانشيز، إلى التعجيل بإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، والسير على خطى دول أخرى أعلنت دعم مقترح الرباط بمنح حكم ذاتي للصحراء، وآخرها ألمانيا التي تستعد لإنهاء أزمة مماثلة عمرت لشهور، حاثًّا إياه على عدم الاستماع لمن وصفهم ب"الراديكاليين" وطلب المساعدة من القصر الملكي الإسباني لإنهاء الأزمة. وفي مقال نشره موقع "أوكي دياريو"، أورد أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في مجال المفاوضات في الجامعة الأوروبية ببلنسية أن سانشيز يُذَكِّرُ دائما بأن بلاده هي رابع أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، غير أن قدرة حكومته على الإقناع خارج حدودها "في حدود قدرة جمهوريات الموز"، وكتب "على سبيل المثال، فيما يتعلق بقضية الصحراء، قدمت جميع الدول الكبرى، كألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا، الدعم للمغرب، وتركت إسبانيا في منطقة فارغة". وأبرز ميستري أن الحكومة الحالية وقعت في عدة أخطاء "على غرار محاولة تسميم علاقات المغرب بالاتحاد الأوروبي، أو مشاركة معهد سيرفنتيس في تتويج الناشطة الصحراوية سلطانة خيا، التي تحارب المغرب بمدفع رشاش، بالإضافة إلى إخفاقات دبلوماسية كثيرة، مثل تجاهل المغرب في بداية ولاية سانشيز، أو تهريب إبراهيم غالي الذي حاول خداع كل العالم"، خالصا إلى أن ذلك ينم عن "جهل كامل بالمنطقة أدى إلى إيصال العلاقات مع المغرب إلى أسوأ حالة منذ بداية عهد الديمقراطية". وأورد الكاتب الذي عمل مستشارا لرئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا 6 سنوات، أن وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس يواصل "الكذب ونفي عدة مشاكل، بنية حلها بوصفات زمن الحرب الباردة"، معتبرا أن ما يحدث حاليا هو "خضوع الحكومة للجزائر" من جهة، ومن جهة أخرى "خضوع "شيوعيي بوديموس لجبهة البوليساريو"، في إشارة إلى ثاني أكبر حزب في التحالف الحكومي، مذكرا سانشيز بأنه "لا المغرب هو نفسه الذي كان سابقا ولا دور القوى الغربية في المنطقة متشابه مثل الماضي". وأوضح ميستري أن المغرب حاليا لديه علاقات قوية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر من أي وقت مضى، في حين تتحمل إسبانيا أزمة الغاز دون أن "تفتح الحكومة أعينها إلى أننا مع الجزائر لسنا مثل كوبا مع الاتحاد السوفياتي، والتي كانت تحصل على الغاز مجانا"، مطالبا سانشيز بأن يتفادى "الاستماع كثيرا إلى الراديكاليين" داخل حكومته، وأن يجلس مع "أولئك الذين يعرفون حقا كيفية إقامة علاقات مع المغرب، مثل وزير الفلاحة لويس بلاناس". واعتبر الأستاذ الجامعي أن الأسرة الملكية الإسبانية تمثل أفضل "حصن" لتعزيز العلاقات مع الجارة الجنوبية، وهو الأمر الذي عمل عليه العاهل السابق خوان كارلوس الأول ثم الملك الحالي فيليبي السادس، داعيا رئيس الحكومة للاستشارة أيضا مع كبار موظفي القصر والديوان الملكي، وحتى مع السفير الحالي في الرباط، ريكاردو دياز هوشلايتنر، والقنص الإسباني السابق في الرباط، فرناندو فيالونغا، الذي كانت قد أعفته وزيرة الخارجية السابقة، أرانتشا غونزاليس لايا. وحث المقال سانشيز على الاستشارة مع شخصية يمينية، وهي آنا بالاثيو، وزيرة الخارجية في عهد خوسي ماريا أثنار، باعتبارها خبيرة في العلاقات الدولية، وتلجأ إليها الرباط لأخذ مشورتها في القضايا المتعلقة بالمحاكم الأوروبية، ومن حزبه الاشتراكي، اقترح عليه وزير الدفاع ورئيس مجلس النواب سابقا، خوسي بونو، بل وأيضا من حزب "بوديموس" خورخي فيرسترينخي، المزداد بطنجة، باعتباره معتادا على "تليين الخطاب الراديكالي" لحزبه تجاه المغرب. وخلص ميستري إلى أن جذور الأزمة مع المغرب تعود لسنة 2018، وإن أراد سانشيز حلها فعليه أن "يبذل قصارى جهده على المستوى الدبلوماسي، وأن يتوقف عن تكرار التجارب القديمة في السياسة الخارجية التي لا تسهم إلا في تفاقم الوضع"، داعيا إياه إلى "التوقف عن تقديم تنازلات غير مقبولة لأولئك الذين يهمسون في أذنه، ويتعاملون مع العلاقات الخارجية من منظور السياسة الداخلية، لأن أخطاء المتطرفين في الداخلية لا تعادل الأخطاء الفادحة في الخارج".