في تقرير لها، أكدت صحيفة "هآرتس"، أن المغرب دفع 22 مليون دولار لمجمع الصناعات الجوية الإسرائيلية للحصول على طائرات مسيّرة "انتحارية" في صفقة عقدت خلال الأشهر القليلة الماضية. وحسب نفس المصدر، فإن إسرائيل رفضت التعليق عن تفاصيل الصفقة، غير أن مصادر الصحيفة الإسرائيلية أكدت أن الصفقة التي طلبها المغرب تأت لتعزيز قوة ردعه الجوية. يأتي ذلك، في الوقت الذي سبق أن كشفت محطة الإذاعة الرسمية بإسرائيل kan، عن النوعية الأولى من الأسلحة التي يرغب المغرب في الحصول عليها على إثر توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الدفاعي والعسكري الزسبوع الماضي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العالمية رويترز. وحسب ذات المصدر، فإن المغرب ناقش مسألة الحصول على أسلحة من صنع إسرائيلي، ويتعلق الأمر بطائرات بدون طيار، وأنظمة مضادة للصواريخ، إضافة إلى تحديث بعض طائراته المقاتلة بتقنيات إسرائيلية وفق ما جاء على لسان الإذاعة الإسرائيلية. ويبدو من خلال نوعية الأسلحة الأولى التي يعتزم المغرب الحصول عليها من إسرائيل، أنه يركز على الأسلحة المتطورة التي تعمل بالتقنيات عن بعد، نظرا لكونها تُقلل من الخسائر البشرية خلال النزاعات والحروب، إضافة إلى كونها أكثر فعالية ودقة في عمليات ضرب الأهداف. في سباق متصل، سبق لموقع غلوبس الإسرائيلي، أن أشار في تقرير نشره في 18 نونبر الجاري، خلال معرض دبي لأنظمة الدفاع، أن 27 دولة في العالم اقتنت هذا النظام الدفاعي الإسرائيلي Skylock Dome من بينها المغرب، حيث زشارت معطيات نشرها موقع "ديفنس نيوز" أن الجيش المغرب يتسلم فعلا هذا النظام المتطور ل"اصطياد" الطائرات المسيرة. وكانت تقارير إسرائيلية قد كشفت أن الاتفاقيات الأمنية التي وقعها نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير الدفاع، بيني غانتس، مع الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المغربية المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، الأسبوع الماضي، وضعت الأسس لصفقات الأسلحة التي سيجري إبرامها مستقبلا بين المغرب وإسرائيل. وذكرت مواقع عبرية عن "مسؤولين أمنيين" إسرائيليين قولهم إنهم "يقدرون بأن الاتفاق الذي سيتم توقيعه اليوم سيساعد الجانبين على تقوية العلاقات وسيتيح لهما تبادل المصالح الأمنية، ليس فقط عن طريق الاستيراد والتصدير للتقنيات الامنية ومنظومات الأسلحة المتطورة"، في إشارة إلى كون الاتفاق قد يكون بداية لتعاون استخباراتي بين البلدين. وأكدت تل أبيب أنها أبرمت مع المغرب مذكرة تفاهم تحدد التعاون الدفاعي بين البلدين، وهي الأولى من نوعها في تاريخ علاقاتها مع الدول العربية، حيث ذكر مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الدولة العبرية تحتفظ بعلاقات أمنية وثيقة مع الأردن ومصر، لكن لم يتم إبرام أي مذكرات تفاهم دفاعية لها معهما، ما يجعل الاتفاقية المبرمة في المغرب اليوم "غير مسبوقة".