عندما أعلن المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، عمر مورو، اسم عبد الواحد عزيبو المقراعي كمرشح للحزب للتنافس على عمودية مدينة طنجة، كان الأمر مفاجئا للبعض، ليس لأن المعني بالأمر ليس اسما معروفا بمدينة البوغاز، ولكن لأن الرجل يخوض لأول مرة استحقاقا انتخابيا، لكن توالي الأيام أظهر أن اختيار التجمعيين للإطار القادم من قطاع الشباب والرياضية لم يكن عبثيا، فالرهان خلال استحقاقات 2021 هو إيصال الوجوه الجديدة لمواقع المسؤولية في سبيل تجاوز عقود من الخصومة وضعف الثقة بين المدينة والمنتخبين القدامى. وحتى قبل أن يترشح للانتخابات الجماعية وكيلا للائحة مقاطعة طنجةالمدينة، كان ارتباط اعزيبو بمدينته الأم حاضرا في جميع أحاديثه وتحركاته بصفته مديرا جهويا للشباب والرياضية، فهو ابن حي المصلى الشعبي الذي رأى النور سنة 1964 وعاش بين دروب وشوارع مدينة البوغاز صباه، إلى أن غادرها صوب العاصمة الرباط ليتابع دراسته في المعهد الملكي لتكوين الأطر، وحتى في دراسته كانت طنجة حاضرة بقوة، فالمدينة والجهة كانتا محور أطروحته للماستر حول التعاون المغربي الإسباني في مجالي الرياضة والتربية. وعرف الطنجيون اعزيبو عن قرب في مجال الرياضة والشباب، فالرجل الذي كان ضمن اللجنة المنظمة لكأس العالم للأندية التي احتضنها المغرب سنة 2013، والذي شهدت فترة توليه مديرية الشباب والرياضية بجهة طنجةتطوانالحسيمة توالي مشاريع القرية الرياضية، هو أيضا أحد مفاتيح انتشار ملاعب القرب بالمدينة وإعادة إحياء شعبية كرة السلة بها، وهو كذلك الذي حمل على عاتقه مهمة إعادة الحياة لدور الشباب. لكن الموعد حان، حسب كلام اعزيبو نفسه، لتولي مهام أخرى في مجال تدبير الشأن العام المحلي، من خلال الترشح للانتخابات الجماعية بواسطة ألوان حزب التجمع الوطني للأحرار، هذا الأخير الذي جعله أيضا المسؤول عن حملته التي يتوخى منها الحصول على الصدارة في المقاطعات الأربع وبالتالي في المجلس الجماعي بما يمكنه من تولي مسؤولية الرئاسة وتشكيل المكتب للمرة الأولى منذ تطبيق نظام وحدة المدينة سنة 2003. ويقود اعزيبو لائحة فريدة، تسعون في المائة من مرشحيها يدخلون عالم الاستحقاقات الانتخابية لأول مرة، حاملا بين يديه برنامجا يريد من خلاله "خلق مدينة متعددة الألوان حتى لا يراها العالم بلون واحد"، كما سبق أن عبر عن ذلك في إحدى اللقاءات، جاعلا من تطوير الخدمات العمومية وتأهيل البنى التحتية في مجالات التعليم والصحة والتشغيل والتنشيط الثقافي والرياضي، إلى جانب إعادة الاعتبار لمجالي الطفولة والشباب، أساسات لتعهداته التي يرفقها دائما بشعار "طنجة تستاهل احسن".