فضل حزب العدالة والتنمية، الذي تولى تدبير مجلس مدينة طنجة ومقاطعاتها الأربعة بأغلبية مريحة طيلة الخمس سنوات الأخيرة، عدم الإفصاح عن رغبته في الاحتفاظ بعمودية المدينة، بعدما اختار ترشيح محمد البشير العبدلاوي رئيس جماعة طنجة المنتهية ولايته كوكيل للائحة المصباح بمقاطعة طنجةالمدينة وفي نفس الوقت وكيل لائحة مجلس الجهة. دون أن يعلن هذا الأخير عن عزمه الدفاع عن حصيلته لمواصلة تدبير شؤون مجلس المدينة لولاية ثانية، خاصة بعد أن أبدى استعداده للتنازل عن ترشيحه قبل أن يتم تزكيته تفاديا لتسويق "هروب" الحزب من المحاسبة الانتخابية، وذلك لتقييم فترته الانتدابية وتأكيد قدرته على التنافس من جديد وفق ما ستسفر عنه النتائج والتحالفات. وبالمقابل لم تتردد القيادات المحلية لحزب المصباح في الإعلان عن مساندتها لمرشح حزب الاتحاد الدستوري عبد الحميد أبرشان وكيل لائحة مقاطعة طنجةالمدينة، للظفر بمقعد عمودية طنجة، على أساس أن يستمر البيجيدي في تسيير شؤون المجلس انطلاقا من منصب النائب الأول للعمدة، إذا ما شارك في التحالفات الحزبية القريبة منه بحكم ارتباطه بالأشخاص الذين يقودونها، كعلاقة الحزب بالمنسق الجهوي لحزب الحصان محمد الزموري، وكذا علاقته بعضوه السابق يوسف بن جلون الملتحق بحزب الاتحاد الاشتراكي. وأيضا اعتماده على التقارب الحاصل مؤخرا بين قيادتي المصباح والتراكتور، على أساس رغبة العدالة والتنمية و"حلفائه" في "عزل" حزب الأحرار وبالتحديد منسقه الإقليمي عمر مورو، الذي لم يترشح للانتخابات الجماعية وفضل الالتحاق بمجلس الجهة إلى جانب حصوله على وكيل لائحة البرلمان. وهو ما جعله يبقي آمال حزبه في كسب تحالفات حزبية خلال تشكيل مكتب مجلس المدينة بعيدا عن الصراعات شخصية، بعد الإعلان عن مرشح الحمامة لمنصب العمودية عبد الواحد اعزيبو المقراعي المدير الجهوي لوزارة الشباب والرياضة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، أحد المقربين من القيادي رشيد الطالبي العلمي المنسق الجهوي لحزب الأحرار. حيث يسعى هذا الأخير لتحقيق نتائج إيجابية على مستوى كافة مقاطعات المدينة تخول له صلاحية التفاوض على توزيع مناصب المسؤولية محليا وجهويا مع باقي "حلفائه". كما لا يخفي حزب الأصالة والمعاصرة رغبته في استعادة مكانته بمجلس مدينة طنجة، ويترقب النتائج التي سيحققها على مستوى الانتخابات الجماعية لكي يحدد تموقعه ضمن خريطة التحالفات المتوقعة بين الأحزاب المؤهلة للتنافس على الصفوف الأولى لترتيب الأصوات المعبر عنها. فيما يعول على دعم "معالي الوزير" محمد بن عيسى، الذي تخلص من "اللامنتمي" واختار الترشح باسم التراكتور بقلعته أصيلة، من أجل ظفر مرشحه عادل الدفوف بأحد المقاعد الخمسة للبرلمان بدائرة عمالة طنجةأصيلة، بعدما التحق البرلماني السابق للتراكتور محمد الحمامي بحزب الاستقلال أمام رغبة الميزان تعديل كفته في سبيل الالتحاق بقائمة المتوجين بأحد المقاعد البرلمانية وفرض حضوره على مستوى المجالس المحلية. شأنه كحزب الوردة العائد من رماد صراعاته الداخلية، حين لجأت قيادته إلى وافد قادم من حزب المصباح يترأس الغرفة المتوسطية للصيد البحري، ومنحته كافة الصلاحيات لتدبير شؤون حزب القوات الشعبية محليا أمام ذهول مجموعة من "الاتحاديين"، الذين يترقبون النتائج قبل توجيه سهامهم نحو الكاتب الأول للحزب المشرف على هذا الاستقطاب بالجملة لإحياء الوردة بالمدينة.