كعادته، أبى عمدة فاس السابق والأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط، إلا أن يصنع "الحدث" على طريقته خلال الانتخابات العامة المنتظرة يوم 8 شتنبر الجاري، ليس فقط من خلال اختياره الدفاع عن شعار حزب جبهة القوى الديمقراطية، الحزب اليساري، وهو الذي كان سابقا يقود حزبا يصنف في خانة المحافظين، ولكن أيضا بسبب "الإنزال العائلي" الذي قام به في فاس ونواحيها. وكان عدم حصول شباط على التزكية للترشح باسم حزب الاستقلال السبب المباشر في هجومه على خليفته في قيادة حزب نزار بركة، التي انتهت بإعلان استقالته وتوجهه إلى حزب "غصن الزيتون"، ليعود إلى الانتخابات التي كانت نتائجه السلبية فيها سنتي 2015 و2016 سببا في اعتزاله المشهد السياسي لمدة ناهزت 5 سنوات، ليعود وكيلا للائحة جبهة القوى الديمقراطية في الانتخابات الجماعية بفاس على مستوى مقاطعة زواغة. لكن شباط لن يكون وحيدا، فإلى جانبه ترشحت زوجته فاطمة طارق وكيلة للائحة النسائية بالمقاطعة نفسها، أما ابنته ريم شباط فترشحت وكيلة للائحة جبهة القوى الديمقراطية في الانتخابات الجهوية لجهة فاسمكناس، وهي اللائحة التي ترشح فيها أيضا زوج ابنته، ملوع العلوي الفاضلي وصيفا، في حين ترشح ابنه نوفر شباط للانتخابات الجماعية بجماعة برارحة التابعة لإقليم تازة. ومثل التحاق شباط بجبهة القوى الديمقراطية في إطار "مبادرة سياسية" أطلق عليها اسم "التكتل من أجل الوطن"، قبلة الحياة لهذا الحزب الذي تأسس سنة 1997 على يد الوزير الراحل التهامي الخياري بعد انشقاقه رفقة داعمين له عن حزب التقدم والاشتراكية، والذي فقد قواه تدريجيا حتى صار من بين أقل الأحزاب اليسارية تأثيرا على الساحة السياسية المغربية. ويخوض شباط وعائلته حملة قوية، خاصة في جهة فاسمكناس، من أجل إعادة الحياة لهذا الحزب، الذي سبق أن حصل عدة مقاعد في مجلس النواب خلال الانتخابات ما بين 1998 و2009، والذي كان أيضا أحد أحزاب التحالف الحكومي، لكنه حاليا لا يملك سوى نائب واحد في البرلمان ولا يسير أي جهة أو مدينة كبرى، الأمر الذي قد يتغير بعد انتخابات 2021.