يُرتقب أن يعرف الخط الجوي المباشر بين المغرب وإسرائيل في شهر أكتوبر المقبل، ارتفاعا في عدد الرحلات الجوية، بعد قرار شركتين جديديتين استغلال هذا الخط الجوي وتسيير رحلات مباشرة به، ويتعلق الأمر بكل من شركة الخطوط الجوية المغربية، وشركة "العربية" للطيران الإماراتية. ويرتفع بهذا القرار الثنائي، عدد الشركات التي ستعمل في تسيير الرحلات الجوية المباشرة بين إسرائيل والمملكة المغربية إلى 4 شركات طيران إلى حد الآن، بعد الشركتين الإسرائيليتين، "العال" و"إسرايير" اللذان أطلقا أولى رحلاتهما المباشرة من إسرائيل إلى المغرب في يوليوز الماضي. وأشاد الممثل الديبلوماسي لإسرائيل في المغرب، دافييد غوفرين بقرار الشركتين المغربية والإماراتية حيث نشر تدوينة صفحته الرسمية بتويتر قائلا "خطوة كبيرة اخرى تنضاف الى المجهودات الرامية الى تعزيز العلاقات بين المغرب واسرائيل. نظرا للاقبال المتزايد على الرحلات المباشرة بين البلدين، سوف تفتتح شركتي الطيران اير عربية، والخطوط الملكية المغربية، خطوطا جوية جديدة ابتداء من شهر اكتوبر القادم". وأشار نفس الديبلوماسي الإسرائيلي في نفس التدوينة، بأن الخطوط الجوية المباشرة التي ستعمل كل من شركة "العربية" للطيران وشركة الخطوط الملكية المغربية، لإطلاقها في أكتوبر المقبل، ستربط بالأساس مدينتي مراكش والدار البيضاء المغربيتين بإسرائيل، ويُرجح أن يكون المطار الإسرائيلي بن غوريون في تل أبيب هو نقطة الانطلاق والاستقبال الإسرائيلية. وكان المكتب الوطني المغربي للسياحة، قد قال في بيان سابق أن توافد السياح الإسرائيليين على المغرب يُتوقع أن يرتفع ب3 أضعاف سنويا مقارنة بالعدد الذي كان يتم تسجيله في السنوات والعقود الماضية، والذي كان يتحدد في الغالب في 50 ألف سائح فقط. وحسب ذات المصدر الذي أصدر بلاغا بمناسبة إطلاق أولى الخطوط الجوية المباشرة بين إسرائيل والمغرب،، فإن التوقعات تشير إلى أن عدد السياح الإسرائيليين الذين سيفدون على المغرب سيصل إلى سقف 200 ألف سائح سنويا، ما يعني ارتفاعا ب3 أضعاف عن الأعداد المسجلة في السنوات الماضية. وتتماشى هذه التوقعات مع ما صرحت به وزيرة السياحة المغربية، نادية فتاح العلوي، التي قالت بأن عدد السياح الإسرائيليين بعد إطلاق خطوط جوية مباشرة بين المغرب وإسرائيل سيصل خلال السنوات القادمة إلى 200 ألف سائح، مع توقعات بارتفاع العدد في السنوات المقبلة. وحسب إحصائيات إسرائيلية، فإن حوالي مليون شخص يعيشون في إسرائيل هم من أصول مغربية، منهم من وُلد في المغرب، ومنهم من تعود أصول أجداده وأبائه إلى المملكة المغربية، وقد يؤدي افتتاح هذه الخطوط الجوية إلى دفع الالاف من الإسرائيليين بالقيام بزيارات إلى المغرب. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب وقع اتفاقية استئناف العلاقات مع إسرائيل تحت الوساطة الأمريكية، حيث تضمن الاتفاق الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو الاعتراف الذي وقع عليه الرئيس السابق دونالد ترامب، وقد اعتبر الكثير من المغاربة أن هذا الاعتراف مكسب كبير لقضية نزاع الصحراء. وكان المغرب قد قطع علاقاته مع إسرئيل بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط في سنة 2000 بعد عام من تولي الملك محمد السادس لعرش المملكة المغربية إثر وفاة والده الحسن الثاني، وذلك بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والتي تسببت في اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، وقد ظلت العلاقات منقطعة إلى غاية دجنبر الماضي.