حذّر راشد الغنوشي، الأحد، من مخاطر "الانفجار الاجتماعي" في تونس إذ لم يتم الاستماع إلى مطالب الفئات والجهات الفقيرة، مؤكدًا تركيز حركته في المستقبل على حلّ معضلة الفقر والتفاوت الاجتماعي والجهوي. جاء ذلك في كلمة للغنوشي، أمام نحو ألف من كوادر حركته في ختام الملتقى السنوي لكوادر حركة النهضة بالعاصمة تونس، الذي انعقد السبت والأحد، تحت شعار "لا مواطنة دون عدالة اجتماعية". وقال الغنوشي: "هناك خطر حقيقي بالانفجار في تونس إذا لم يكن لنا الوعي بذلك كمسؤولين في البلاد". وأضاف: "نحن حزب في السلطة ونعترف أن الخطوات التي قطعناها إلى حد الآن هي خطوات رسخت الفوارق الطبقية ولم تُزلها". وتابع الغنوشي: "بعد أن حققنا خطوات في الانتقال الديمقراطي اليوم ننتقل إلى مرحلة الدفاع عن المستضعفين والمناطق الضعيفة وهوامش المدن". وبين أن الشعب التونسي "يريد أن تتجسد القيمة الأولى للثورة وهي العدالة الاجتماعية". وأقرّ الغنوشي بأنه "بعد 8 سنوات من الثورة شباب تونس المناطق الداخلية ومحيط المدن الرئيسية بما في ذلك العاصمة وسياجات الفقر التي تحيط بمدننا هي حتى الآن غاضبة وتشعر أنه لم يلتفت إليها ولم تتغير أوضاعها". وتعهد باستمرار حركته "في النضال حتى تتحقق القيمة العليا للثورة إذ لا ديمقراطية بدون عدالة اجتماعية". ونادى الغنوشي ب"فك العزلة عن المناطق الداخلية وربطها بالسواحل والعواصم "، مؤكدًا ضرورة "أن تشعر هذه المناطق بأنها تتمتع بصفة المواطنة"، في إشارة إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية بالمناطق الداخلية. وتساءل: "لماذا نسب الحاصلين على النجاح في الباكالوريا (الثانوية العامة) في سليانة (غرب) تختلف عن تلك التي في المناطق الساحلية"، معتبرا ذلك مرتبطا بالأوضاع الاجتماعية. ومنذ سنوات تسجل نسب النجاح في امتحان الباكالوريا نسبًا منخفضة جدًا في وسط وغرب البلاد مقابل ارتفاعها شرقي البلاد. وتبلغ نسبة الفقر في تونس حاليا 15 بالمائة، وفق أرقام رسمية، وسط آمال بخفض تلك النسبة إلى 7 أو 8 بالمائة بحلول 2030. *الأناضول