يشهد محيط مدينة سبتةالمحتلة حاليا، استتفارا أمنية من طرف المصالح الأمنية المغربية، بعد توافد عدد من الأشخاص، للقيام بمحاولات اقتحام جماعية لمدينة سبتة، مباشرة بعد إصدار وزارة الخارجية المغربية لبلاغ تصعيدي للأزمة القائمة مع إسبانيا. وذكرت مصادر محلية بالفنيدق ل"الصحيفة"، أن القوات المساعدة المغربية ومختلف التشكيلات الأمنية تأهبت بين الفنيدقوسبتة للتصدي لأي محاولات اقتحام للمدينة السلبية عن طريق السباحة عبر البحر أو عبر البر، وقد تم توقيف ما يقل عن 10 أشخاص لحد الساعة. وأضافت ذات المصادر، أن إشاعات انتشرت في الفنيدق والضواحي، تتحدث عن احتمالية رفع المصالح الأمنية المغربية يدها عن مراقبة الحدود مع سبتة، الأمر الذي سيُكرر محاولات الدخول الجماعية التي عرفتها سبتة في الأسابيع الماضية، وهو ما دفع بتحرك عدد من الشباب والمراهقين نحو حدود سبتة. وتعمل السلطات الأمنية المغربية، بما فيها البحرية الملكية، على تعبئة عناصرها ووضعها في حالة تأهب، لمنع اقتراب المهاجرين من منطقة تراخال الحدودية، لتفادي أي محاولات اقتحام جماعية قد يقدم عليها هؤلاء، في الوقت الذي تتأهب فيه المصالح الأمنية الإسبانية بدورها. وذكرت الصحافة المحلية في سبتة، أن جهاز الحرس المدني يعيش حالة تأهب حاليا في الحدود مع المغرب، ويستعد للتدخل لإحباط المحاولات سواء الفردية أو الجماعية لتجاوز السياج الحدودي للمدينة، أو تجاوز الحدود البحرية عن طريق السباحة الحرة من طرف المهاجرين. وقام العديد من الأشخاص بربط بلاغ وزارة الخارجية المغربية باحتمالية حدوث اقتحام جماعي على غرار ما حدث بين 17 و 19 ماي الجاري، غير أن التحركات الأمنية المغربية الجارية في محيط سبتة تشير إلى أن ما حدث سابقا مستبعد أن يتكرر مجددا. جدير بالذكر، أن وزارة الخارجية المغربية، أصدرت اليوم الإثنين بلاغا مفصلا حول الأزمة مع إسبانيا، وأشارت فيه بأن أصل الأزمة بين البلدين ليس هو زعيم البوليساريو، بل تتعداه إلى حدوث أزمة ثقة، خاصة في ظل المواقف الإسبانية المعادية لقضية المملكة المغربية الأولى، ألا وهي قضية الصحراء. وطرح المغرب عبر وزارة خارجيته عدد من الأسئلة بخصوص الأزمة الإسبانية، من قبيل "كيف يمكن للمغرب في هذا السياق أن يثق مرة أخرى بإسبانيا؟ كيف سنعرف أن إسبانيا لن تتآمر من جديد مع أعداء المملكة؟ هل يمكن للمغرب أن يعوّل حقا على إسبانيا كي لا تتصرف من وراء ظهره؟ كيف يمكن استعادة الثقة بعد خطأ جسيم من هذا القبيل؟ ما هي ضمانات الموثوقية التي يتوفر عليها المغرب حتى الآن ؟ في الواقع، هذا يحيل إلى طرح السؤال الأساسي التالي: ما الذي تريده إسبانيا حقا؟".