لازال قرار إغلاق معبر باب سبتة لتفادي تفشي فيروس كورونا المستجد بين المغرب وإسبانيا، يلقي بأثيراته السلبية على شريحة عريضة من الأشخاص، سواء ممن يقيمون في سبتة أو آخرون يقيمون في المدن المغربية المجاورة، خاصة بعد فشل جميع المساعي لدفع سلطات البلدين إلى فتح المعبر بإجراءات احترازية. جمعية محلية في سبتة تحملة اسم "المقيمون في سبتة" وتُمثل المغاربة المقيمين في هذه المدينة، لم تجد أي باب متبقي أمامها لتطرقه بشأن فتح المعبر إلا الديوان الملكي، حيث قامت بتوجيه رسالة إلى الملك محمد السادس، تلتمس منه التدخل وإعطاء أوامره للسلطات بفتح معبر تراخال من أجل السماح لهم بالتنقل من وإلى المدينة. ووفق الرسالة الموجهة للديوان الملكي، فإن "المقيمون في سبتة" برروا طلبهم بأن روابط أسرية تجمعهم بالعديد من العائلات المغربية في المدينة المجاورة، وبالخصوص في مدينة تطوان، وبالتالي يرغبون في تبادل الزيارات في المناسبات الدينية، مثل رمضان، مشددين على أن ذلك يتم تحت تدابير احترازية عالية لمنع تسرب إصابات فيروس كورونا المستجد. وأكد أصحاب الرسالة، أنه بإمكان فتح المعبر، لفائدة المقيمين فقط، مع تقديم الأسباب المعقولة للعبور والتنقل، ونفوا في رسالتهم أن يكون الطلب هو إعادة فتح المعبر لتهريب البضائع أو أي نشاط اقتصادي، بل فقط للعبور والتنقل من أجل صلة الرحم بين الأهل والأسر التي تربطها روابط الدم. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن أزيد من 40 في المائة من سكان مدينة سبتةالمحتلة، هم من أصول مغربية، ونسبة مهمة منهم، توجد أفراد أسرهم في المدن المجاورة لسبتة، كتطوان والمضيق ومرتيل والفنيدق، حيث ينتقلون للعيش في سبتة في إطار علاقات زواج أو العمل. ويُعتبر معبر تراخال هو المنفذ الأول والأقرب لهذه الأسر لتبادل الزيارات، خاصة في العطل والمناسبات الدينية، كشهر رمضان وأعياد الفطر والأضحى، وبالتالي فإن إغلاق هذا المعبر، هو إيقاف نهائي لجميع الزيارات بين هذه الأسر. وكان معبر تراخال قد تم إغلاقه في منتصف مارس 2020 باتفاق بين السلطات المغربية والإسبانية، لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، ولازال الإغلاق ساريا إلى الآن، متجاوزا سنة كاملة من الإغلاق، وهو ما كان له تأثير سلبي كبير على العديد من الأشخاص، ومن بينها انقطاع تبادل الزيارات بين الأسر المغربية المقيمة بسبتة ونظيرتها في المدن المجاورة. ويأمل ممثلو الجمعية المذكورة، أن يستجيب الديوان الملكي لطلبها، وإيجاد صيغة معينة لتسهيل عبورهم وتنقلهم في الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة.