أكد الدكتور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس بالرباط وعضو اللجنة العلمية الخاصة باللقاح المضاد لفيروس "كوفيد 19"، أن المغرب لم يسجل أي حالة لتطور الأعراض الناتجة عن استحمال تلقيح "أسترازينيكا"، موردا أن التراخيص التي أعطتها المملكة بهذا التطعيم تهم "خطوط الإنتاج الآسيوية لا الأوروبية التي تستعمل في الدول التي أصدرت قرارات منع استعماله". وأوضح الإبراهيمي في حديث ل"الصحيفة" أن هذه اللقاحات عندما تُستعمل على نسبة كبيرة من الأشخاص، الذين وصل عددهم الآن عبر العالم إلى 200 مليون نسمة، قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض معينة لا يزيد تعدادها عن الوحدات، مبرزا أنه في حالة أسترازينيكا "نتحدث عن اللقاح المستعمل في أوروبا والذي حُقن به نحو 25 شخص، إذ في بعض البلدان تبين أن بعض الأشخاص بعد أخذهم للجرعة يطورون أعراضا معينة ربما تكون ناتجة عن اللقاح"، وأضاف "أقول ربما، لأنه علميا ليست هناك علاقة سببية". وأشار الإبراهيمي إلى أن الأشخاص الذين أخذوا اللقاح وتطورت لديهم الأعراض، عددهم أقل بكثير من الذين تطورت لديهم الأعراض نفسها دون تعاطي اللقاح، موردا "هذا معطى مهم جدا يجب أخذه بعين الاعتبار"، وشدد على أنه "في جميع اللقاحات هناك احتمال لظهور أعراض جانبية ويبقى لكل دولة في إطار سيادتها أن تقرر إيقاف اللقاح تماما، أو كما فعلت إيطاليا أن توقف العمل بدفعة واحدة من مجموع اللقاحات المتوصل بها". وقال عضو اللجنة العلمية أنه "في بريطانيا التي هي منتج اللقاح، استُعملت 15 مليون جرعة ولم تسجل هناك أي حالة لتطور الأعراض الجانبية، كما أن الدول المعنية بإيقاف هذا اللقاح شهدت استعمال 5 ملايين جرعة من ولا يوجد سوى 30 شخصا الذين ربما طوروا أعراضا جانبية، مع التأكيد على أنه لا توجد بيانات علمية تثبت ذلك"، خالصا إلى أن الدول الاسكندنافية ودول البلطيق التي قررت وقف استعمال هذه الجرعات "لديها مقاربة سيادية مختلفة عن دول أخرى". وشدد الإبراهيمي على أن المغرب حاليا "منسجم مع القرارات الدولية، فمنظمة الصحة العالمية أقرت أنه لا يوجد أي سبب تماما لإعادة النظر في استعمال لقاح أسترازينيكا، وحتى الوكالة الأوروبية للأدوية وافقت على استمرار استعماله"، وأورد "نحن نتتبع تماما ما يجري في العالم ولو كانت هناك أي معطيات علمية تثبت وجود مشاكل في اللقاح فإن اللجنة العلمية ستنظر إلى ذلك وتقرر". وحسب الإبراهيمي فالمغرب لديه "منظومة لليقظة الدوائية التي تقوم برصد جميع الأعراض لدى من جرى تلقيحهم مهما كانت خفيفة، وجميع الأعراض التي جرى رصدها لحدود الساعة على قلتها عادية، مثل احمرار مكان الحقنة أو ارتفاع الحرارة وعموما المغرب لن يخاطر بصحة المغاربة". بالإضافة إلى ذلك، يقول الإبراهيمي، "يجب أن ننبه أن هناك عدة خطوط إنتاج للقاح أسترازينيكا والخط المعني بعمليات التوقيف هو خط الإنتاج الأوروبي في حين أن المغرب رخص للقاح القادم من خط الإنتاج الهندي، ومؤخرا جرى الترخيص للقاحات المصنعة عبر خط إنتاج كوريا الجنوبية في حين لا يتوفر لدينا أسترازينيكا الأوروبي". وشدد الإبراهيمي على استقلالية عمل اللجنة العلمية المغربية، الذي قال إنها سبق أن ناقشت بشكل واسع استعمال هذا التلقيح لمن يتجاوز سنهم 65 سنة، وتوصل الخبراء المغاربة إلى قرار مكن المملكة من ربح شهر أو شهر ونصف على الأقل في عملية التلقيح قبل أوروبا، وتبين الآن أن جميع الدول الأوروبية وصلت للنتيجة نفسها.