أثار استقبال قياديين في حزب الأصالة والمعاصرة لرئيس البرلمان الإفريقي بالنيابة، فورتين شارومبيرا، وسفيرة جنوب إفريقيا بالمؤسسة ذاتها، بريجيت موستابي، لمناقشة مواضيع تتعلق بقضية الصحراء، أزمة داخل الحزب بلغت حد تقديم احتجاج رسمي على الطريقة التي دُبِّر بها هذا الاجتماع الذي قالت مصادر سياسية ل"الصحيفة" إنه اعتمد على منطق "الولاءات" الشيء الذي أدى إلى تنظيمه دون معرفة أشخاص لهم علاقة مباشرة بالملف داخل الحزب. وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" فإن أغرب ما في الأمر كان غياب البرلمانية مريم وحساة، وهي عضو في البرلمان الإفريقي ورئيسة بالنيابة للجنة حقوق الإنسان بهذه المؤسسة، وهي المعلومة التي أكدتها هذه الأخيرة في حديث ل"الصحيفة" موردة أنها قدمت احتجاجا رسميا للأمانة العامة للحزب، وقالت إنها لم تعرف بعقد الاجتماع إلا يوم أمس الجمعة في ساعة متأخرة من الليلة، ولم تعلم بما دار فيه إلاّ من خلال مانشرته وسائل الإعلام الخاصة بالحزب. وحسب وحساة، فإن الاجتماع ضم رئيس البرلمان الإفريقي بالنيابة فورتين شارومبيرا من زيمبابوي، وممثلة جنوب إفريقيا بريجيت موستابي، موردة أنّ لا أحد أخبرها بهذا الاجتماع رغم حضور رئيس الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة رشيد العبدي وعضو المكتب السياسي للحزب المهدي بنسعيد، ورغم كونها عضوا في البرلمان الإفريقي ولها منصب مُهم كونها رئيسة بالنيابة للجنة العدل وحقوق الإنسان ومقررة لها. اللقاء الذي جمع أعضاء من حزب الPAM، برئيس البرلمان الإفريقي بالنيابة، وسفيرة جنوب افريقيا بالبرلمان الإفريقي وتابعت البرلمانية نفسها أنها ما كانت لتعلم بأمر الاجتماع لولا أنها توصلت برسالة نصية من رئيس البرلمان الإفريقي بالنيابة مساء أمس يتساءل فيه عن سبب غيابها، الأمر الذي تسبب لها في إحراج كبير، مبرزة أن ما جرى دليل على "تحكم الأطماع الشخصية في قضية لها ارتباط بالوحدة الترابية للمغرب"، وأضافت أن أحد مُعدي الاجتماع تحذوه رغبة في دخول البرلمان الإفريقي وسبق أن ترشح ضدها وخسر. وحسب وحساة، فإن التفكير في الانتخابات القادمة وفي عضوية النسخة المقبلة من البرلمان الإفريقي قد بدأت من الآن، مشددة على أن طريقة التفكير هذه قد يكون لها تأثير في نهاية المطاف على القضية الوطنية الأولى للمغرب رغم الجهود الكبيرة لتي تبدلها الديبلوماسية المغربية، وأضافت: "المفترض أن تغيب الحساسيات السياسية عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن قضية الصحراء، فما بالك عندما يتعلق الأمر بأشخاص ينتمون للحزب نفسه"، خالصة إلى أن ما جرى "كان له تأثير على صورة البلد، إذ كيف يعقل أن يحضر رئيس البرلمان الذي أنا عضوة فيه دون أن أحضر للقائه.. الأمر يبدو وكأننا لم نهتم به". واستغربت برلمانية "البام" تغليب "المصلحة الشخصية على القضية الوطنية" معتبرة أن ما جرى أساء لصورة الحزب وفريقه النيابي، لكن الصادم بالنسبة لها هو "ادعاء أحد منظمي اللقاء أنه "تلقى تعليمات من جهة عليا من أجل عقد الاجتماع بتلك الطريقة"، وهو الأمر الذي أبدت عدم اقتناعها به. وكان حزب الأصالة والمعاصرة قد أورد اليوم السبت أن عضو المكتب السياسي المهدي بنسعيد، ورئيس الفريق النيابي رشيد العبدي، استقبلا صباح اليوم بالمقر الإداري للحزب، رئيس البرلمان الإفريقي بالنيابة، فورتين شارومبيرا، وسفيرة جنوب افريقيا بالبرلمان الإفريقي، بريجيت موستابي، والوفد المرافق لهما. وووفق منشور "البام" فإن اللقاء "خصص لمناقشة جملة من القضايا بدءا من الموقف الثابت للمغرب في ما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة والذي يحظى بدعم وازن من كبريات دول العالم، مرورا بما راكمه المغرب من تميز على مستوى البناء الديمقراطي في شموليته، ثم آفاق التنسيق والتعاون بين حزب الأصالة والمعاصرة والبرلمان الافريقي بما يعزز ويقوي، من جهة، اختيار المملكة استعادة موقعها الطبيعي في مؤسسات وأجهزة الاتحاد الإفريقي، ومن جهة أخرى، يُنوِّع علاقات التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين الحزب ومختلف مكونات البرلمان الافريقي".