أسابيع قليلة بعد إعلان الرئيس المؤقت لفينزويلا، خوان غوايدو، الذي يحظى باعتراف دولي واسع، عن دعمه للوحدة الترابية للأراضي المغربية ولمقترح الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء، رد على ذلك الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، الذي لا يعترف برلمان البلاد بشرعيته، أمس الجمعة، من خلال رسالة إلى جبهة "البوليساريو" الانفصالية أعلن فيها عن دعمه للعمل المسلح الذي تلوح به ضد المغرب. وراسل مادورو الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، بمناسبة ما أسماه "الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس الجمهورية الصحراوية"، وهي الرسالة التي أورد فيها " تود الجمهورية الفينزويلية تسليط الضوء على الموقف الشجاع لرجال ونساء شعبكم، الذين قاتلوا ويقاتلون ببطولة، مسترشدين بمثل العدالة والسيادة، لتحرير أراضيهم من الاضطهاد والاحتلال الاستعماريين"، وهي العبارات التي تتزامن مع إعلان الجبهة الخروج من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991 وترعاه الأممالمتحدة. وفي ما بدا ردًا على غريمه غوايدو الذي اعتبر أن حل قضية الصحراء لم يكون إلا عبر مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب، قال مادورو في رسالته التي نشرتها المنابر الإعلامية الناطقة باسم البوليساريو، إن بلاده "تؤكد مجددا تضامنها مع القضية العادلة للاستقلال النهائي للصحراء الغربية في شمال إفريقيا ومع نضال الصحراويين ضد كل استعمار وكل احتلال في القرن الحادي والعشرين". وفي الخامس من فبراير الجاري كشفت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن خوان غوايدو، الرئيس المؤقت لفينزويلا الذي يحظى باعتراف الرباط، أن هذا الأخير أكد لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة "دعمه الكامل لمقترح الحكم الذاتي في منطقة الصحراء، والقائم على الاعتراف بالسيادة المغربية ووحدتها الترابية، في نفس الصيغة التي سبقت وأعربت عنها عشرات الدول بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأكد غوايدو أن مؤسسات بلاده المتمثلة في الحكومة المكلفة والجمعية الوطنية (البرلمان)، تعترف بالوحدة الترابية للأراضي المغربية وبسيادة المملكة على الصحراء، معتبرا أن مبادرة الحكم الذاتي تمثل الحل الوحيد القادر على تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، في الوقت الذي شددت فيه الرباط على "اعترافها ودعمها للجمعية الوطنية الفنزويلية الشرعية التي يترأسها خوان غوايدو، باعتباره رئيسا بالنيابة". وكانت الجمعية الوطنية الفينزويلية قد أعلنت بطلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في ماي من سنة 2018 والتي أعلن خلالها ماجورو نفسه فائزا بنسبة قاربت 68 في المائة، وفي 23 يناير 2019 أعلن غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد وسط الآلاف من أنصاره في العاصمة كراكاس بدعم من المؤسسة التشريعية، ولا زال إلى الآن يحظى باعتراف قوى كبرى، تتقدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة وكندا، إلى جانب جل دول أمريكا اللاتينية.