شهدت مدينة الفنيدق، مساء اليوم الجمعة، احتجاجات جديدة للأسبوع الرابع، بخروج المئات من المواطنين إلى الشارع للاحتجاج ضد الأوضاع الاجتماعية المعيشية الصعبة التي تعيشها المدينة، جراء إغلاق معبر التهريب المعيشي بباب سبتة، وتداعيات فيروس كورونا المستجد. واحتشد المئات من المواطنين أمام مقر جماعة الفنيدق، حيث رددوا شعارات تطالب بإيجاد فرص عمل للشباب واتخاذ تدابير عاجلة لإنهاء معاناة المواطنين في المدينة، الذين يعيش عدد كبير منهم تحت عتبة الفقر وأصبحوا عرضة للضياع، حسب هتافات المحتجين. وجدد المحتجون مطلبهم بإعادة فتح معبر باب سبتة وإعادة نشاط التهريب المعيشي من أجل إنعاش الحركة التجارية في مدينة الفنيدق، التي كان اقتصادها يتأسس على ذلك النشاط، رغم أن هذا المطلب يتعارض مع رؤية السلطات المغربية، التي أعلنت أكثر من مرة أن إيقاف التهريب المعيشي قد انتهى دون رجعة، بسبب الأضرار الكبيرة التي يسببها للاقتصاد الوطني. وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت تسابق السلطات المغربية الزمن من أجل إنهائها أو تخفيفها، بمجموعة من التدابير التي تم الإعلان عنها في الأيام القليلة الماضية، ومن بينها إبرام عقود عمل مع حوالي 700 امرأة من الفنيدق ممن كانوا يمارسن التهريب المعيشي، وتضررن جراء إيقاف ذلك النشاط. من احتجاجات الفنيدق ووفق ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، صباح اليوم الجمعة، فإن السلطات الإقليمية بعمالة المضيق-الفنيدق والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك) تواصل إبرام عقود العمل لفائدة النساء المتضررات من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا وإغلاق معبر باب سبتة. وحسب وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، مكنت العملية، التي تندرج في إطار تنزيل البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لإقليم تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق، من إبرام حوالي 650 عقد عمل لفائدة مجموعة من النساء للاشتغال في وحدات صناعية متخصصة في إعادة تدوير النسيج. وفي الوقت الذي كان يُعتقد أن هذه الخطوة ستعمل على إنهاء الاحتجاجات، إلا أن المئات من ساكنة المدينة قررت الخروج مساء اليوم الجمعة للاحتجاج من جديد، مطالبين بحلول لفائدة جميع المتضررين، خاصة لفئة الشباب الذين يعانون من البطالة، ونسبة كبيرة منهم كانوا يعتمدون على ممارسة نشاط التهريب المعيشي. وبالتزامن مع هذه التطورات، فإن السلطات أعطت تعليمات للشركة المكلفة بإنجاز الشطر الأول من مشروع منطقة الأنشطة التجارية والاقتصادية بضواحي الفنيدق، بتسريع وتيرة الأشغال من أجل الانتهاء منها في أقرب الآجال وفتح الباب أمام الشركات للاستثمار فيها بهدف خلق فرص العمل للساكنة المحلية.