عثرت السلطات الإيطالية بمدينة تورينو صباح أمس على جثة متشرد مغربي متجمدة هامدة أمام أحد المقاهي، بعد أن فارق الحياة متأثرا بقساوة فصل الشتاء. الشرطة تعرفت بشكل سريع على هوية مصطفى البالغ من العمر 59 عاما والذي كان وجها مألوفًا لسكان الحي بعد أن بات نزيل أحد الأرصفة المقابل للمقهى، نتيجة فقدان وظيفته كعامل في مشتل، كما اشتغل قبلها لسنوات في أحد الأسواق الشهيرة بالمنطقة، ما جعل العديد ساكنة هذا الحي يشهدون بأخلاقه واحترامه للجميع، نعتبرين موته بهذه الطريقة المأساوية هو نتيجة الأزمة الراهنة التي تمر منها البلاد والعالم بأكمله. وكشفت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، أن المتشرد المغربي وبحسب شهادة سكان الحي، كان يعيش بكرامة ويرفض الصدقات وطلب المساعدة، ونومه في الشوارع يعود بالتحديد لفقدانه لعمله وتفاقم الأزمة الاقتصادية بإيطاليا. المغربي مصطفى الذي توفيّ جراء قساوة الطقس مشردا وخلق موت مصطفى جدلا كبيرا حول مسؤلية الدولة في إيواء المتشردين وتوفير مراكز لحمايتهم من صقيع فصل الشتاء، ولجم تنقلاتهم في ظل الوباء المنتشر. وعبر "تشيزري نوزيليا" كبير أساقفة الكنيسة في مدينة تورينو عن أسفه الشديد لهذا الحادث، معتبرًا أن هذا بمثابة وصمة عار على مسيري الشأن المحلي في هذه المدينة التي لطالما اشتهرت بانخراط قديسيها في المساعدات الخيرية اللامشروطة. ودعا "نوزيليا" عمدة تورينو ورئيس بلديتها إلى اجتماع عاجل صباح اليوم الأربعاء من أجل إعداد خطة شاملة رفقة مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في هذا النوع من الرعاية، لحل أزمة المتشردين وتوفير ملاجىء لإيوائهم. وأخلت الخدمات الاجتماعية بالمدينة مسؤوليتها التامة من وفاة مصطفى، مؤكدة أن المغربي رفض تكرارا المساعدة أو السكن في المناطق المخصصة للمتشردين، الشيء الذي أكده العاملون في المقهى الذي وجدت أمامه الجثة. وتعد قصة مصطفى حلقة من سلسلة مأساوية لحالات مغاربة يعيشون التشرد والبؤس في الشوارع الإيطالية، ويواجهون قساوة الطقس في العراء وليالي الشتاء الباردة، بعد أن فقد الكثير منهم مصدر دخله جراء الأزمة الاقتصادية التي ضربت إيطاليا بفعل تداعيا فيروس كورونا.