تغيرت لهجة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني تماما بعد وصول أول شحنة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، والتي سيشرع المغرب في استخدامها لتطعيم مواطنيه انطلاقا من الأسبوع المقبل، فالرجل الذي كان يلوذ بالصمت أو يقول إنه لا يعرف موعد الشروع في التلقيح، هاجم اليوم السبت، خلال كلمته ضمن أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، من وصفهم ب"المشككين". وقال العثماني في كلمته التي نقلتها المنصات الإعلامية لحزبه إن وصول أول دفعة من لقاح كورونا إلى المغرب، يُعد جوابا على "الذين أرادوا بصيحاتهم وخرجاتهم في المؤسسات المنتخبة أو خارجها إشاعة الخوف والتشكيك في العمل الوطني الكبير الذي يسهم فيه الجادون والمبادرون في معركة مواجهة وباء "كورونا"، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهت للحكومة من داخل البرلمان وعبر وسائل الإعلام الوطنية بخصوص الارتباك الذي أصاب موعد وصول اللقاح. وتحدث العثماني عن اكتمال الاستعدادات "لإطلاق وإنجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا"، مضيفا أن "تدخل المغرب لتدبير الجائحة، تميز بوضوح المقاربة الاستراتيجية التي اختارت اعتماد مبدأ واضح يقوم على أولوية صحة المواطن"، وهو ما يناقض كلامه أمام مجلس المستشارين قبل 4 أيام فقط عن الموضوع نفسه عند مساءلته حول الاستراتيجية الوطنية للتلقيح، إذ قال حينها إن الحكومة "لا تتوفر على موعد دقيق لانطلاق العملية". وخلال كلامه أمام البرلمانيين في جلسة طالب فيها بعضهم حكومته بالاستقالة بسبب "كذبها على المغاربة" و"فشلها في ضبط موعد حملة التلقيح"، تحدث العثماني عن وجود "مخاطر" في عملية التزود بجرعات اللقاح والتنافس العالمي من أجل الحصول على الشحنات، موردا أن حكومته لا تزال تواصل مفاوضاتها مع شركتي "أسترازينيكا" البريطانية و"سينوفارم" الصينية، لذلك "ليس لديها موعد دقيق لانطلاق حملة التلقيح". وكانت وزارة الصحة قد التزمت الصمت بخصوص تأخر لقاح "سينوفارم" الذي سبق للوزير خالد آيت الطالب أن تحدث عن توصل المغرب بأولى شحناته في دجنبر، وظلت ترفض التجاوب مع الاستفسارات التي تتوصل بها بخصوص هذا الأمر، قبل أن تؤكد مساء أمس الجمعة وصول أولى الجرعات من لقاح "أسترازينيكا" الذي جرى تصنيعه في الهند، دون الكشف عن عدد الجرعات المتوصل بها، معلنة أيضا أن لقاح "سينوفارم" سيصل المغرب لأول مرة يوم الأربعاء المقبل. وكان بلاغ لوزارة الصحة قد أكد أن إعطاء الانطلاقة الرسمية لعملية التلقيح الوطنية سيتم خلال الأسبوع المقبل، مع التركيز في البداية على الفئات المستهدفة بدءا بالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض كوفيد 19 ومضاعفاته، وهم مهنيو الصحة البالغين من العمر 40 سنة فما فوق، والسلطات العمومية والجيش الملكي وكذا نساء ورجال التعليم ابتداء من 45 سنة، بالإضافة إلى الأشخاص المسنين البالغين 75 سنة فما فوق، كما ستشمل هذه العملية، في مرحلة أولية، المناطق التي تعرف نسبا مرتفعة من حالات الإصابة بمرض كوفيد 19.