في الوقت الذي كانت فيه جبهة "البوليساريو" الانفصالية، تدعي، عبر وكالتها الرسمية، أنها "مستمرة" في "قصف" مجموعة من المواقع داخل الأقاليم الصحراوية، يوم 14 يناير 2021، كانت الأممالمتحدة تقطع الشك باليقين من خلال نشرها، في اليوم نفسه، خريطة توضح أماكن تمركز عناصر بعثة "المينورسو" الأممية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار شرق وغرب الجدار الأمني، حيث اتضح أنها لا زالت مستمرة في التواجد داخل المواقع التي تزعم الجبهة أنها أصبحت "ساحة حرب". وأوردت "البوليساريو"، في اليوم نفسه لنشر الأممالمتحدة لأماكن تمركز عناصرها، أنها نفذت "قصفا عنيفا" على عدة مناطق في أوسرد، وأن استهدافها لأماكن تواجد الجيش المغربي في المحبس أدى لمعاينة "ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من القاعدة المستهدفة"، لكن كل ذلك لم يرِد عبر المنصات الرسمية للأمم المتحدة، بما في ذلك الموقع الخاص بتنسيق الشؤون الإنسانية الذي نشر مواقع عناصر "المينورسو" في الصحراء. خريطة انتشار عناصر المينورسو بالصحراء (نقلا عن موقع reliefweb التابع للأمم المتحدة) وحسب الخريطة، التي قال الموقع الأممي إن مصدرها هو قسم المعلومات الجغرافية المكانية التابع للأمم المتحدة، فإن المينورسو، وإلى جانب مقرها الرئيس في مدينة العيون، تتوفر على 9 فرق منتشرة من أقصى شمال منطقة الصحراء غير بعيد على الحدود مع الجزائر، إلى جنوب المنطقة على الحدود مع موريتانيا، وهي المواقع التي اعتادت التواجد بها طيلة السنوات الماضية ولم يطرأ عليها أي تغيير بسبب الحرب التي تزعم "البوليساريو" خوضها. وشرق الجدار الأمني تتوفر البعثة على فرق متمركزة في بئر لحلو وتفارتي ومهيريس ووميجيك وأغناويت، أما غرب الجدار فتتمركز العناصر الأممية في السمارة وأم دريقة بالإضافة إلى المحبس في أقصى شمال الصحراء وأوسرد في الجنوب، وهما المنطقتان التي ادعت "البوليساريو" أنهما تعرضها "للقصف العنيف" خلال اليوم نفسه الذي نُشرت فيه الخريطة، بل إن العديد من هذه المواقع كانت الجبهة الانفصالية تدعي استهداف الجنود المغاربة فيها منذ 13 نونبر 2020. ويمثل نشر هذه الخارطة تأكيدا عمليا من الأممالمتحدة على عدم وجود أي أعمال قتالية فوق الأراضي الصحراوية، والتي جرى الترويج لها عبر الإعلام الجزائري الرسمي، وينضاف ذلك لعدم حديث "المينورسو" أو مجلس الأمن أو مكتب الأمين العام للمنظمة الأممية عن وجود أي حرب في المنطقة على الرغم من أن "البوليساريو" تقول إنها مستمرة منذ 67 يوما على التوالي. وكانت تقارير دولية قد أكدت، قبل تنفيذ القوات المسلحة الملكية لعمليتها العسكرية لإعادة فتح معبر "الكركارات" قبل أكثر من شهرين، أنه في حال ما نشبت معارك في الصحراء فإن الأممالمتحدة ستنقُل عناصر "المينورسو" من هناك صوب جزر الكناري، وهو الخبر الذي نقلته المنابر الإعلامية التابعة للجبهة الانفصالية أيضا، وما تؤكده خريطة الأممالمتحدة الأخيرة يثبت، على العكس من ذلك، استمرار عناصر في التمركز بمواقعها.