على بعد أسابيع قليلة من وصوله إلى السن القانوني للتقاعد، تم إعلام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عبد الحق الخيام، بالإسم الذي سيعوضه على رأس ال BCIJ. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن نائبه، حبوب الشرقاوي، الذي ترأس فرقة مكافحة الإرهاب ب"المكتب المركزي للأبحاث القضائية" ،من سيتولي هذا المنصب الذي ترأسه عبد الحق الخيام منذ سنة 2015. الخيام البالغ من العمر 62 سنة، تميز وجوده على رأس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، بشكل استباقي، كان آخرها تفكيك خلية إرهابية تتكون من ثلاثة عناصر موالين ل"داعش"، تتراوح أعمارهم ما بين 26 و28 سنة، وينشطون بمدينتي إنزكان وأيت ملول. وتميز الخيام الذي شغل مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015، وسبق له أن شغل منصب رئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتحذيره من قدرة الخلايا الإرهابية في تغيير نمط عملها، وكذا توغلها في منطقة الساحل جنوب الصحراء، وقدرتها على تشكيل "ذئاب منفردة" قادرة على إحداث أضرار يصعب تعقبها، كما حذر دولا مثل إسبانيا وفرنسا من الأساليب الجديدة التي يتشكل فيها التطرف داخل الدول الأوروبية، في حين اشتكى من عدم وجود أي تعاون مع الأجهزة الجزائرية لرصد تحركات الجماعات المتطرفة العابرة للحدود، خصوصا في منطقة الساحل، وكذا ارتباط الخلايا الإرهابية، بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي يتخذ من الجزائر قاعدة خلفية له. وعمل الخيام، بدعم شخصي من مدير الاستخبارات الداخلية، والأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، على تقوية عمل ال BCIJ المكون من وحدات تلقى عناصرها أعلى مستوى من التدريب في الولاياتالمتحدة، حيث قامت عناصر المديرية بصياغة مفاهيم خاصة بها لمكافحة الجماعات الإرهابية، وتبييض الأموال، وتهريب المخدرات، وتهريب الأسلحة، وكل ما يتعلق بالعمل الاستخباراتي المتعلق بالأمن القومي للمملكة المغربية. ويعمل ال BCJI كمديرية وفق منهجية مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، حيث تخضع عناصره لأعلى درجات التدريب التقني، وفي استعمال الأسلحة، مع تكوين في إدارة العمليات الاستخباراتية على الأرض وعبر الوسائل التقنية. وحسب المعطيات التي حصل عليها موقع "الصحيفة"، فإن عبد الحق الخيام، لن يغادر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بعد تعيين مدير جديد على رأس ال BCIJ، حيث سيتم الاعتماد عليه ضمن الدائرة الضيقة لعبد اللطيف الحموشي، الذي يرأس المديرية العامة للأمن الوطني، وكذا، المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، نظرا لخبرته في تفكيك الخلايا، والثقة التي راكمها من المسؤولين الأمنيين في المغرب. ومعلوم، أن الخيام، تدرج في سلك الجهاز الأمني بعد تخرجه من المعهد الملكي للشرطة، كما عمل بمصالح الشرطة القضائية لعدة مناطق أمنية في الدارالبيضاء، إلى أن تم تعيينه بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية حيث قضى فترة مهمة من حياته المهنية، اشتهر خلالها بالتحقيق مع أهم الخلايا الإهرابية التي تم اعتقال عناصرها في المغرب، قبل أن تتم ترقيته إلى مرتبة وإلي أمن في يناير 2015 وهي الترقية التي سبقت تعيينه على رأس المكتب المركزي للأبحاث القضائية.