اصطدمت رغبة جبهة "البوليساريو" في إغلاق معبر الكركارات الفاصل بين المغرب وموريتانيا بمنعطف جديد مصدره نواكشوط هذه المرة، والتي حركت جيشها لمنع أي تطور قد يؤدي إلى قطع هذا الشريان الاقتصادي، أياما قليلة بعد تعبير الأمين العام للجبهة الانفصالية عن رغبته في تحويل المنطقة إلى "إكديم إيزيك" جديدة، والذي تزامن مع تحرك عسكري مغربي بالمنطقة. ونشرت صفحات صحراوية مناوئة لجبهة "البوليساريو" معطيات وصورا تؤكد وجود تحرك عسكري موريتاني بالقرب من المنطقة العازلة على جانبها من الحدود المحاذية لمعبر الكركارات، حيث رصد هؤلاء تمركز أفراد من الجيش في منطقة صحراوية تم تثبيت خيمة وسطها مع تكليف دورية على متن سيارة عسكرية بمراقبتها لمنع أي تحرك محتمل من طرف موالين للجبهة الانفصالية. هذا المعطى أكده أيضا مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القيادي الأمني السابق في جبهة البوليساريو والمنفي حاليا إلى موريتانيا، لكنه تحدث عن كون التحرك الموريتاني أمني وليس عسكريا، موردا أن السلطات الأمنية وضعت نقاط مراقبة شرق وغرب الطريق المؤدية إلى معبر الكركارات داخل المنطقة العازلة. وربط ولد سيدي مولود الأمر بالأمر باجتماع أمني عقد في الأيام الماضية بين البوليساريو وموريتانيا على الحدود الشمالية للبلاد، والذي أعقب الضجة التي أثيرت حول إمكانية غلق المعبر من طرف بعض أنصار الجبهة، مضيفا أن الهدف من الخطوة الموريتانية قد يكون هو تجنيب البوليساريو لعب دور الشرطي ضد أنصارها الذين يغلقون المعبر بين الفينة والأخرى. وخلص المتحدث نفسه إلى أن وجود نقطة المراقبة الموريتانية في منطقة الكركارات "سيضع قيادة البوليساريو حتما في حرج أمام أنصارها الذين كانت تسوق لهم بأن هذه المنطقة جزء من المناطق المحررة كما تسميها الجبهة". وتضع هذه الخطوة بنسبة كبيرة نقطة النهاية لطموح جبهة البوليساريو الذي صرح به مؤخرا أمينها العام إبراهيم غالي عبر التلفزيون الرسمي الجزائري، المتمثل في تكرار سيناريو مخيم "إكديم إيزيك" في الكركارات تزامنا مع الذكرى العاشرة للأحداث، علم أن الجانب المغرب من الحدود مع المنطقة العازلة كان قد شهد تحركا عسكريا مغربيا أيضا من خلال تحريك مجموعة من قطع المدفعية الثقيلة نحو المنطقة. وكان غالي قد اعتبر أن هناك "إجماعا لدى الجماهير الصحراوية على ضرورة إغلاق معبر الكركارات" على حد وصفه، بل إنه توقع أن يشكل هذا الأمر منعطف في قضية الصحراء بتوجيه المؤشر نحو التصعيد إذ أورد أن "المساس بأي صحراوي يعني العودة إلى الحرب"، وهو التلويح الذي يبدو أنه أُقبر في مهده نتيجة التحركين المغربي والموريتاني.