"استمروا في صفوف حزب العدالة والتنمية، ومن يدري ربما سنلتحق بكم نحن أيضا"، هكذا خاطب أحمد الإدريسي، رئيس جماعة "اكزناية" وأهم ممولي الحملات الانتخابية لحزب الأصالة والمعاصرة بالشمال، مستشارين جماعيين من "البيجيدي" خلال دورة المجلس الجماعي التي انعقدت اليوم الأربعاء في غمرة الصراع القائم بينه وبين العديد من قيادات "البام" وعلى رأسهم منسقه الجهوي عبد اللطيف الغلبزوري، على بعد أقل من سنة على انتخابات 2021. وبدا الإدريسي منزعجا من "محاربته" من طرف من يصفهم ب"الأعداء"، ملمحا إلى أن ما تعرض له في الفترة الأخيرة يقف وراءه أشخاص يستهدفونه و"يرشقونه بالحجارة خلف ظهره"، وهم الأشخاص الذين تحداهم ب"مواصلة خدمة جماعة اكزناية حتى ولو لم يترشح في الانتخابات المقبلة"، الأمر الذي حمل رسائل إلى خصومه داخل حزب الأصالة والمعاصرة الذين كثر مؤخرا الحديث عن رغبتهم في إبعاده عن المشهد الانتخابي. وتوالت الضربات الموجهة مؤخرا إلى الإدريسي، منذ قدوم لجنة تفتيش مركزية من وزارة الداخلية إلى مقر الجماعة لبحث خروقات التعمير وقضايا البناء العشوائي بالمنطقة، قبل أن يتلوا ذلك اقتحام ممثلي السلطة للفيلا التي يقطنها بطنجة ومحاصرتها من طرف عناصر الشرطة عندما عقد اجتماعا مع بعض المنتخبين القادمين من أقاليم الشمال، حيث منعت السلطات إتمامه بحجة خرقه لضوابط حالة الطوارئ الصحية. وقال مقربون من الإدريسي إن الغلبزوري، المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، هو الذي أخبر السلطات بهذا الاجتماع في إطار "صراعه مع الإدريسي"، علما أن الأول كان قد وقع قرارا بتجميد عضوية أحد المقربين من رئيس جماعة اكزناية، ويتعلق الأمر بأحمد الوهابي رئيس جماعة تازروت الذي كان يحشد الدعم للإدريسي بإقليم العرائش وكان من بين المدعوين للاجتماع، حيث اعتبرت الأمانة الجهوية أنه ارتكب "أفعالا مسيئة للحزب". وفي غمرة ذلك أصبحت مغادرة الإدريسي لحزب الجرارة مطروحة بقوة في الأوساط السياسية بالشمال، وهو الرجل الذي كان أحد أبرز مهندسي خارطة الانتخابات وأهم ممولي الحملات الانتخابية، بالإضافة إلى قدرته على حشد الأصوات في مجموعة من الدوائر، وذكرت مصادر سياسية أن قياديين في الحركة الشعبية اقترحوا عليه الترشح باسم حزبهم، بينما يدرس هو الالتحاق بحزب الاستقلال الذي قد يتيح له التنافس على مقعد في مجلس النواب. ولعب الإدريسي، الذي يشغل أيضا منصب مستشار بمجلس الجهة، دورا حاسما سنة 2015 في تصدر "البام" لنتائج الانتخابات الجهوية وحصوله على الرتبة الأولى في عدد المقاعد خلال الانتخابات الجماعية، كما كان أحد أبرز حاشدي الدعم لفؤاد العماري، عمدة طنجة السابق وشقيق إلياس العماري الأمين العام الأسبق لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال انتخابات 2016 التشريعية ما مكنه من انتزاع مقعده البرلماني في استحقاقات اكتسحها غريمه وقتها، حزب العدالة والتنمية.