أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن فرقاطة إسبانية تشكل جزءا من القوة البحرية لحلف شمال الأطلسي "النيتو"، وصلت أول أمس السبت إلى ميناء الجزائر العاصمة حيث ستشارك رفقة القوات البحرية الجزائرية في تدريب مشترك، وذلك بعد أيام قليلة من مشاركة سفينة حربية أمريكية في تدريب مماثل مع البحرية الملكية المغربية في السواحل الأطلسية للمملكة، التي شملت الأقاليم الجنوبية بما في ذلك السواحل المطلة على جزر الكناري. وقالت وزارة الدفاع الجزائرية إن الفرقاطة الإسبانية "ESPS ALVARO DE BEZAN F-101" التي تنتمي للمجموعة البحرية الدائمة الثانية للنيتو، ستظل بسواحل الجزائر لمدة 3 أيام وستنفذ تمرينا مع القوات الجزائرية من نوع "باسيكس"، مضيفة في بيان لها أن قائد المجموعة البحرية التابعة للنيتو قام بزيارة مجاملة لقائد الواجهة البحرية الوسطى الجزائري. وتأتي هذه الخطوة بعد مشاركة البحرية الملكية في تمرين مشترك رفقة القوات البحرية الأمريكية يندرج بدوره ضمن تدريبات "باسيكس"، والذي بدأ يوم 15 شتنبر الجاري، وشاركت فيه السفينة الحربية الأمريكية "USS HERSHEL WOODY WILLIAMS"، إلى جانب فرقاطة "الفلوريال محمد الخامس 611" وفرقة التدخل البحرية المغربية. والمثير للانتباه هو أن التدريب العسكري الجزائري الإسباني المشترك يأتي عقب اختيار سواحل الأقاليم الجنوبية المغربية، بما فيها تلك القريبة على سواحل جزر الكناري، فضاءً للتداريب الميدانية المشتركة بين الجيشين المغربي والأمريكي، وذلك بعد أشهر فقط من قيام الرباط بالمصادقة على القانونين المنظمين لعملية ترسيم الحدود البحرية، والتي تشمل منطقة جبل "تروبيك" الغنية بالثروات المعدنية، والتي تعتبرها حكومة جزر الإسبانية تابعة لها، على اعتبار أن الصحراء "ليست جزءا من التراب المغربي". وكان البرلمان المغربي قد صادق في يناير الماضي على تبني مشروعي قانونيين لترسيم حدوده البحرية وخلق منطقة اقتصادية جديدة داخلها، بما يسمح له بحصر منطقته الاقتصادية الخالصة ومسافة امتداد الجرف القاري انطلاق من سواحل الأقاليم الجنوبية، الأمر الذي يعني أنه سيصبح من حقه الاستفادة من الثروات الهائلة لمادتي "الكوبالت" و"التيلوريوم" بجبل تروبيك الموجود على عمق حوالي 1000 متر قرب سواحله الأطلسية. وخلال تدريباته العسكرية رفقة القوات الأمريكية اختار المغرب أن تتم العملية داخل نطاق منطقته الاقتصادية الخالصة، لكن مضوعها كان يحاكي عمليات اعتراض سفن عسكرية وخُطط إنزال عسكري جوي على متنها، في إطار فرض السيطرة على الحدود البحرية، وفق ما أكده الجيش الأمريكي. يشار إلى أن موضوع ترسيم الحدود البحرية كان قد دفع وزير الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا، إلى زيارة الرباط واللقاء بنظيرها المغربي ناصر بوريطة في يناير الماضي، حيث اتفقا على أن أي إجراء عملي حول هذا الموضوع سيتم عن طريق الحوار بين البلدين، بعدما كان الأخير قد صرح أن مسألة ترسيم الحدود تدخل في إطار ممارسة المغرب لسيادته الوطنية.