دعت السعودية، الأربعاء، إلى استئناف الحوار بين القوى السودانية، وتغليب منطق الحكمة وصوت العقل. جاء ذلك في أول تعليق على تطورات الأحداث التي شهدت أول أمس الإثنين، فض اعتصام الخرطوم، وما تلاه من إعلان المجلس العسكري الانتقالي تعليق المفاوضات والدعوة لانتخابات مبكرة في غضون 9 أشهر قبل العودة اليوم للحديث عن أهمية فتح صفحة جديدة وفتح الأيادي للتفاوض. وقالت الرياض في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، اليوم، إنها "تابعت ببالغ القلق والاهتمام تطورات الأحداث في السودان التي أدت إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى"، معربة عن تعازيها للشعب السوداني. وأعربت عن أملها أن "يتم تغليب منطق الحكمة وصوت العقل والحوار البناء لدى كافة الأطراف السودانية". وأكدت "أهمية استئناف الحوار بين القوى السودانية المختلفة لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني". متمنية أن "تتجاوز الخرطوم سريعاً الظروف والصعاب التي يمر بها". والأربعاء، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، في خطاب متلفز استعداد المجلس للتفاوض وفتح صفحة جديدة، معربا عن أسفه لسقوط ضحايا خلال الأيام الماضية. وجاء خطاب البرهان بعد يوم من إعلانه "وقف" عملية التفاوض مع قوى الحرية والتغيير وتشكيل حكومة انتقالية لتنظيم انتخابات عامة في البلاد في غضون تسعة أشهر، وهو إعلان رفضه تجمع المهنيين السودانيين (أبرز التجمعات المعارضة). وجدد التجمع الثلاثاء، دعوته لأربعة إجراءات بارزة هي: "العصيان المدني الشامل وإغلاق الطرق الرئيسية والكباري والمنافذ بالمتاريس وشل الحياة العامة"، و"الإضراب السياسي المفتوح في كل مواقع العمل والمنشآت والمرافق في القطاع العام والخاص"، و"التمسك والالتزام الكامل بالسلمية"، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان. واقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في وسط الخرطوم في ساعة مبكرة الإثنين وقامت بفضه بالقوة، حسب قوى المعارضة التي أعلنت مقتل 35 شخصاً على الأقل آنذاك. كما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية)، الأربعاء، مقتل 60 شخصا جراء قيام الأمن السوداني بفض اعتصام العاصمة الخرطوم قبل يومين وما تلا ذلك من أحداث. فيما نفى المجلس العسكري فض الاعتصام بالقوة، قائلا إنه استهدف فقط منطقة كولومبيا المجاورة لمقر الاعتصام التي وصفها ب "البؤرة الإجرامية الخطرة"، وسط تحقيقات رسمية بدأت من جانب النيابة السودانية في تلك الأحداث. وبدأ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في 6 أبريل/ نيسان الماضي، للمطالبة بعزل عمر البشير، ثم استكمل للضغط على المجلس العسكري، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، قبل فضّه بالقوة الإثنين.