بدأت حكومة سبتةالمحتلة، تُفكر جديا في مرحلة ما بعد التهريب المعيشي بمعبر تراخال، وتبحث عن سبل لتجاوز توقف التهريب الذي تسبب في تراجع الناتج المحلي للمدينة بحوالي 25 في المائة، نتيجة إقرار المغرب إنهاء هذه الظاهرة وإغلاق حدوده مع سبتة بشكل نهائي في أواخر 2019. وحسب ما أوردته "أوروبا بريس" في هذا السياق، فإن حكومة سبتة بقيادة خوان فيفاس، تُنجز مقترحا من أجل الحصول على دعم أوروبي، بهدف إنجاز مشروع ضخم بالمدينة خاص بالألعاب التكنولوجية على الأنترنيت وألعاب القمار. ووفق ذات المصدر، فإن السلطات المحلية بسبتة تبلور مقترحا عبارة عن مشروع يكون مركبا تجاريا كبيرا يحتوي منصات الألعاب لاحتضان منافسات عالمية في الألعاب على الانترنيت، إضافة إلى ألعاب المراهنات والقمار، مماثل لبرج إشبيلية، والمركز التجاري العالمي في جبل طارق. ويرى المسؤولون المحليون في سبتة، حسب أوروبا بريس دائما، أن المدينة تقدم العديد من الامتيازات الضريبية لفائدة الشركات التي تنشط في المجالات المذكورة، حيث تُعتبر الضرائب في سبتة هي أقل بحوالي 50 بالمائة مقارنة بباقي المناطق الإسبانية الأخرى. وتهدف الحكومة المحلية إنجاز هذا المشروع بتعاون بين القطاعين الخاص والعام إضافة إلى دعم الأوروبي، وتسعى من خلاله إلى إنعاش اقتصاد المدينة وخلق فرص الشغل، وتجاوز بذلك الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المدينة جراء إيقاف التهريب المعيشي من طرف المغرب. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن مدينة سبتةالمحتلة، كانت تعتمد بشكل كبير على التهريب المعيشي لإنعاش اقتصادها المحلي، حيث تُصرف كميات كبيرة من السلع ويٌشغل ذلك القطاع العشرات من الأشخاص، وبتوقفه أفلست العديد من مخازن السلع وتوقفت العديد من الوظائف. كما أن إغلاق الحدود نتيجة فيروس كورونا المستجد، تسبب في توقف توافد الآلاف من الزبناء المغاربة إلى سبتة لاقتناء السلع من المحلات والمراكز التجارية في سبتة، ويُرجح أن أعداد المتوافدين من المغاربة على سبتة ستتراجع بشكل كبير حتى بعد تجاوز أزمة كورونا. ومن العوامل الأخرى التي تدفع سبتة إلى إيجاد بديل للتهريب المعيشي، هو أن المغرب بدأ في إنجاز منطقة تجارية حرة كبيرة بمدينة الفنيدق على الحدود مع سبتة، وهو الأمر الذي يضع حدا لأي محاولة مماثلة لسبتة لإنجاز منطقة تجارية أخرى.