نادرا ما كان ما كان يجري تداول أخبار وصول مهاجرين غير نظاميين إلى سواحل جبل طارق انطلاقا من شواطئ شمال المغرب، بالنظر للحراسة المشددة التي تشهدها هذه المنطقة ذاتية الحكم، لكن يبدو أن الرقابة الصارمة التي تشهدها السواحل الإسبانية ومنطقتا سبتة ومليلية المحتلتين خلال فترة جائحة كورونا، دفعت البعض إلى المغامرة بالتوجه نحو شبه الجزيرة التابعة للتاج البريطاني. وظهرت في الفترة الأخيرة بعض الطرق الجديدة للهجرة السرية، أبرزها استخدام قوارب "الكاياك" التي تستعمل أساسا لأغراض رياضية أو ترفيهية، حيث يعمد بعض المرشحين إلى نقلها نحو الشواطئ في واضحة النهار أحيانا متظاهرين بالاستجمام، قبل أن يتجهوا إلى الضفة الأوروبية في مغامرة لا تخلو من عواقب، حيث يكون مصيرهم أحيانا التوهان وسط مضيق جبل طارق. وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة"، فإن هذا الأسلوب كان في الأصل يستعمل في شواطئ مدينة الفنيدق، حيث يتجه المهاجرون غير النظاميين إلى سواحل مدينة سبتة، لكنه بعد ذلك صار يستعمل حتى من طرف الراغبين بالوصول إلى جنوب إسبانيا، ومؤخرا سُجلت محاولات للوصول إلى جبل طارق. وأول أمس الخميس أوقفت الشرطة الملكية بشبه الجزيرة البريطانية 3 مغاربة وصلوا إلى سواحلها بشكل غير شرعي مستخدمين قوارب الكاياك، ويتعلق الأمر بسيدة وشابين أعمارهم 20 و28 و34 عاما، ويتحدرون من مدينتي مراكش ومارتيل، والذين أحيلوا على التحقيق حيث أكدوا أنهم كانوا ينوون في الأصل التوجه إلى مدينة سبتة، قبل أن يغيروا وجهتهم صوب جبل طارق. ويأتي لجوء المهاجرين غير النظاميين إلى هذه "الموضة" الجديدة في الوقت الذي تراجعت فيه أعداد المهاجرين الساريين الواصلين إلى إسبانيا انطلاقا من السواحل المغربية ب38 في المائة إلى حدود متم يوليوز الماضي مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019، أما محاولات الهجرة بحرا نحو سواحل سبتة ومليلية فشهدت تراجعا بنسبة 75 في المائة و97 في المائة تواليا. غير أن أرقام وزارة داخلية مدريد أكدت أيضا أن قوارب الكاياك، إلى جانب الدراجات النارية المائية وقوارب الألعاب، أضحت بدورها تستعمل من طرف المهاجرين، إذ قامت سلطاتها البحرية مرارا بإنقاذ مرشحين تائهين في عرض البحر وهم على متنها في ظل التشدد السلطات المغربية في منع القوارب ذات المحركات السريعة.