أبى السفير البريطاني في المغرب، توماس رايلي، أن يغادر المملكة شهر غشت الجاري بعد انتهاء مسؤولياته دون أن يخلف وراءه مفاجأة اقتصادية كبيرة، حيث أعاد إحياء فكرة الربط القاري ما بين مدينة طنجة ومنطقة جبل طارق ذاتية الحكم والخاضعة لسلطة المملكة المتحدة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون "يحب الجسور". وفي حوار مع صحيفة "إل إسبانيول" حول إمكانية أن يتحول المغرب إلى بوابة لبريطانيا من أجل ولوج قارة إفريقيا بعد "البريكست" وإمكانية الشراكة الاقتصادية بين لندن والرباط، تحدث رايلي عن وجود فرص شراكة كبيرة بين جبل طارق والمملكة، مبديا اهتمام بلاده بإحداث ربط كهربائي مشترك وتوسيع الشراكة في قطاع الخدمات، مبرزا أن الطرفين يتعاونان أيضا في المجال العسكري، وكانت بينهما تدريبات مشتركة. السفير البريطاني في المغرب، توماس رايلي لكن المثير في كلام السفير البريطاني كان هو حديثه عن وجود العديد من الفرص التي ينبغي اغتنامها "لكن لسوء الحظ لن أكون هناك لأرى ذلك"، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الحالي "من أشد المحبين للجسور"، الأمر الذي ربطه بالفرص التجارية لكبيرة الموجودة على الطرفين. ويعيد حديث رايلي إلى الأذهان تقريرا نشرته أواخر شهر يوليوز الماضي صحيفة "لو نوفيل أوبسيرفاتور" الفرنسية حول إمكانية إحياء مشروع يعود إلى عشرينات القرن الماضي لبناء سد وجسر بين مدينة طنجة وشبه جزيرة جبل طارق، بهدف إنتاج الكهرباء ومواجهة التغيرات المناخية وربط قارتي أوروبا وإفريقيا، وهو المشروع الذي عاد الحديث عنه سنة 2014. وعزز الدبلوماسي البريطاني هذه الفكرة بتأكيده اقتناع بريطانيا بالتوجه نحو إفريقيا بعد "البريكست" وبكون المغرب سيكون المدخل نحو تحقيق هذا الهدف، إذ أورد أن أهمية المغرب تكمن في كونه شريكا غير تقليدي للمملكة المتحدة، ولديه في الوقت نفسه تنوع اقتصادي واستراتيجية تنموية خاصة، مبرزا أن بإمكانه منح المملكة المتحدة إمكانية للوصول إلى أسواق جديدة في القارة من خلال التعامل مع شركات ومستشارين مغاربة. واعتبر رايلي أن بلاده تريد فتح أبواب أسواق جديدة تاركة خلفها أسواقا أقدم، حيث ستتخذ من مرحلة خروجها من الاتحاد الأوروبي فرصة لمراجعة منظورها بخصوص الشركاء الاقتصاديين والفضاءات التي ستستثمر فيها والدول التي ترغب في توقيع اتفاقيات تجارية معها، خالصا إلى أن هذا الأمر يشمل إفريقيا كونها "قارة شابة وإمكانيات التنمية بها هائلة".