على الرغم من أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تعيش إحدى أفضل فتراتها على المستوى السياسي والدبلوماسي، إلا أن صفقات التسلح الأخيرة التي أجرتها الرباط مع الولاياتالمتحدةالأمريكية تحديدا، لا تجعل الإسبان مطمئنين لميزان القوى العسكري، وهو الأمر الذي عبرت عنه دون مواربة صحيفة "إلكونفيدينثيال" الإسبانية، التي ترى أن سلاح المدفعية الحديث الذي بات يتوفر عليه الجيش المغربي "وضع إسبانيا خارج اللعبة". وأجرت الصحيفة مقارنات بين الترسانة المغربية ونظيرتها الإسبانية، مبرزة أنه قبل سنة 2010 كان يمكن وصف المدفعية المغربية بأنها "قليلة الفعالية"، كونها تستند على أجزاء ووحدات قديمة مستقدمة من أمريكا الشمالية، معظمها مدافع من طراز "هاوتزر 155 ملمتر إم 114" و"هاوتزر 105 ملمترات إم 101"، بالإضافة إلى مجموعة مدافع ذات منشأ روسي بعيار 130 ملمترا، وأسلحة بريطانية بعيار 155 و105 ملمترات، و100 وحدة من المدافع الفرنسية " Mle F3" بعيار 155 ملمترا، خالصة إلى أن هذا الأمر كان "كابوسا لوجستيا حقيقيا بالنسبة للمغرب، لكن الأمر تغير تماما الآن". وحسب التقرير، فإن المملكة "فاجأت" إسبانيا باستقدام معدات عسكرية مهمة، بداية من سرب طائرات "إف 16" وفرقاطة "FREM" ودبابات "إم 1 أبرامز"، ثم عبر شراء صواريخ "تو" المضادة للدبابات، وأخيرا صفقة مروحيات الآباتشي المقاتلة، وأيضا رادارات حديثة للطائرات بدون طيار وترسانة صواريخ متنوعة متوسطة المدى من بينها "سكاي دراغون" الصينية، غير أن المثير، وفق الصحيفة، أن المغرب "عزز أيضا قدراته القتالية البرية بطريق سرية ودون الإعلان عن ذلك". وعلى مستوى القدرات القتالية البرية، يرى التقرير أن التعزيز الأكبر لترسانة المدفعية في الجيش المغربي هو مدفع "سيزار" الفرنسي من عيار 155 سنتيمترا، الذي جرى تصنيعه سنة 2008 والذي حصل المغرب على 36 وحدة منه بصفقة قيمتها 200 مليون أورو، إلى جانب 40 وحدة من مدفعية "Msta-S" الروسية التي يحارب بمثيلاتها الجيش الروسي نفسه، بالإضافة إلى 30 قطعة من مدافع "إف إتش 70" الأوروبية ومدافع "إل 118" البريطانية وغيرها. وإلى جانب ذلك، تقول الصحيفة، ينوي المغرب الحصول على 100 وحدة من نظام مدفعية "M109A6" الأمريكي المزود بأحدث التكنولوجيات القتالية، والقادر على ضبط عمليات إطلاق النار بدقة كاملة في مدة لا تتعدى 30 ثانية، بالإضافة إلى توفره على العديد من قاذفات الصواريخ من أبرزها "هيمارس إم 142" المطور من طرف الجيش الأمريكي، ومجموعات أخرى متنوعة ومتطورة من المدافع التي استقدمت من الصين وروسيا. وترى "إلكونفيدينثيال" أن مقارنة الترسانة المغربية بالمدفعية الإسبانية حاليا "مثير للقلق"، حيث إن هذه الأخيرة تتوفر حاليا على ثلاثة أنواع فقط من الأسلحة، من بينها مدافع "هاوتزر" الذاتية الدفع من عيار 155 ملمترا و"سياك" من العيار نفسه، وكلها خاضت "أعمالا شاقة وخضعت مرارا للصيانة ومضت عليها سنوات طويلة"، مبرزة أن العديد من الأسلحة المستخدمة في الجيش الإسباني تعود إلى السبعينات والتسعينات وبداية الألفينات. وخلص التقرير إلى أن المقارنة بين نهج التسلح المغربي ونظيره الإسباني يوضح أن "المغاربة تصرفوا بذكاء شديد، فهم يتوفرون على مورد مرجعي رئيس هو الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكنهم في الوقت نفسه يشترون من دول أخرى مثل فرنسا وروسيا والصين"، مضيفا أن هذا التنوع أدى إلى تعقيد التداريب وزيادة التكلفة اللوجيستية، لكنه رغم ذلك لم يمثل مشكلة للرباط التي تنفق بشكل كثيف على المجال العسكري.