هل لديك مشاكل مختلفة ومتنوعة تتراكم وتتزايد دون أن تجد لها حل؟ عليك إذن استحضار أن "هناك مؤامرة" خارجية تستهدف البلد! هكذا بدأت مجلة lepoint الفرنسية تقريرا لها عن الجزائر، مستحضرة أن هذه الدولة كلما اشتدت مشاكلها الداخلية تبحث عن عدو خارجي وهمي لتسويقه للداخل. المجلة الفرنسية أشارت في تقريرها المطول إلى أن خطابات الساسة الجزائريين حول "وجود مؤامرة خارجية" لترهيب الشعب الجزائري أصبحت "أحد الفنون الجميلة"، التي يحبذها السياسيون في الجزائر، حيث يفعلون ذلك بتصميم رائع، ومثابرة لافتة، ولا يملون من خلق مؤامرة خارجية كل شهر وهو أمر يستحق الاهتمام، تقول المجلة الفرنسية! واعتبرت lepoint أن هذا التمرين أصبح مُمِل وماكر، مُعتبرة أن النظام الجزائري مَهزوز من شدة الأزمة الاقتصادية، ولا يتوانى في اتهام لوبيات بما في ذلك وسائل إعلام الفرنسية، بالسعي إلى محاولة زعزعة استقرار الجزائر. المجلة الفرنسية اعتبرت أن نظام الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبّون لم يَحِد عن خط ما تفعله العديد من عواصم العالم التي تستحضر "نظرية المؤامرة" للفت انتباه الرأي العام الداخلي كلما عانت من مشاكل اجتماعية أو سياسية. تقرير المجلة الفرنسية، أشار إلى أنه وبعد مرور 58 سنة على استقلال الجزائر، ما زالت فرنسا هي "العدو المزيف" المفضل لدى الأنظمة المتعاقبة في الجزائر. فالبرغم من تعاقب أجيال وأسماء رؤساء على الجزائر إلا أن الفشل في البلد راجع ل"حقبة الاستعمار" الفرنسي! المجلة التي تعتبر مرموقة ومسموعة عند صناع القرار الفرنسي، اعتبر أن النظام الجزائري، يعتبر أن "المغرب عدواً حقيقياً"، لهذا، قام بتجميد تطور اتحاد "المغرب العربي" وعرقل أي حل لقضية الصحراء، وتم الترويج داخل الجزائر إلى أن المملكة أقدمت مع بداية جائحة "كورونا"، وبشكل متعمد على نقل حافلات مليئة بأشخاص مصابين بفيروس كوفيد-19 بهدف نقل العدوى داخل البلد الجار"! ولعدم مواجهة المسؤولية، تقول المجلة الفرنسية، فإن النظام الجزائري يجد في خلق المؤامرات الخارجية ذريعة لمشاكله الاقتصادية والاجتماعية، كما فعل مع الحراك شالعبي، حيث استبعد الرئيس عبد المجيد تبون عودة المحتجين إلى الشارع، محذرا من وجودبما سمّاها "حملات هستيرية تستهدف الجيش الجزائري من قبل لوبيات خارجية".