وجدت حكومة بيدرو سانشيز في إسبانيا هذه الأيام نفسها أمام عدة هجمات من الخصوم السياسيين في البلاد، بعدما طفت على السطح في الأيام الأخيرة قضايا دولية ذات الارتباط بإسبانيا، زادت من مشاكل الحكومة في مواجهة فيروس كورونا المستجد الذي يفترس بالبلاد. وإضافة إلى إيجاد حلول لفيروس كورونا الذي يُسقط المئات من الإسبان يوميا قتلى، فإن الحكومة أصبحت مطالبة لتقديم تفسيرات على ما أقدم عليه المغرب بخصوص ترسيم حدوده البحرية وإصدار قانونين بهذا الشأن في الجريدة الرسمية في الأيام الأخيرة، وتوضيح قيام تركيا بمصادرة شحنة من المعدات الطبية كانت موجهة إلى إسبانيا. ففي بداية هذا الشهر، طالب العضو البرلماني عن الحزب الشعبي الإسباني، أسيير أنطونا، من الحكومة الإسبانية بضرورة تقديم توضيح حول ما اعتبره ب"الانتهاك المغربي الخطير" إثر قيام المغرب بنشر قانونين يتعلقان بترسيم حدوده البحرية ودخولهما إلى حيز التنفيذ. وحسب وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس"، فإن أسيير أنطونا، دعا وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليز لايا، إلى تقديم الموقف الرسمي للحكومة الإسبانية بشأن "الهجوم المغربي" على الحدود الإقليمية الإسبانية، بنشره لقانونين في الجريدة الرسمية يتعلقان بهذا الأمر. ووفق ذات المصدر، فإن وزارة الخارجية الإسبانية خرجت عبر حسابها الرسمي على تويتر، برد على ما أثاره ممثل الحزب الشعبي وقالت "بأن إسبانيا والمغرب اتفاقتا على أن ترسيم الحدود البحرية سيتطلب حل قضية التداخل في المياه الإقليمية بين البلدين بطريقة ترضي الطرفين وتتماشى مع القوانين الدولية". وفي الوقت الذي كانت الحكومة تأمل بتجاوز أزمة الحدود البحرية المغربية، طفت على السطح قضية مصادرة تركيا لشحنة من أجهزة التنفس كانت موجهة إلى إسبانيا، حيث طالبت فالينتينا مارتينيز المكلفة بالسياسة الدولية في الحزب الشعبي، من وزيرة الخارجية الإسبانية بتقديم توضيح وتفسير لما أقدمت عليه تركيا. وحسب تصريح لمارتينيز، وفق أوروبا بريس، فإن الموقف الإسباني يتسم بالضعف، وعليه التحرك لاتخاذ موقف من تركيا، وترميم صورة إسبانيا المتضررة على المستوى الدولي، حسب تعبير فالينتينا مارتينيز. ورغم أن وزارة الخارجية الإسبانية أوضحت أن تصرف تركيا يعود لكونها أنها تعاني مع فيروس كورونا المستجد، وقد وجهت تلك الشحنة إلى القطاع الصحي في تركيا، متوعدة بإرسال شحنة في مقبل الأيام إلى إسبانيا، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لإسكات باقي الأطياف السياسية في إسبانيا. وأمام هذه التطورات على الساحة الدولية وفيروس كورونا، فإن حكومة بيدرو سانشيز تواجه أصعب التحديات في تجربتها الثانية في حكم البلاد، وقد تُسفر هذه التحديات عن مواقف عديدة في حين تخطي أزمة فيروس كورونا.