كشفت صحيفة "Arabian Business"، إن الجزائر قررت فتح أبوابها لاستقبال سياح العالم، حيث أن الحكومة عبرت عن رغبتها في القيام بعدة خطوات في هذا المجال من أجل إنعاش الاقتصاد المحلي، بدل الاعتماد فقط على البترول والغاز الطبيعي. ووفق ذات المصدر، فإن الجزائر تتجه نحو إصلاح نظام التأشيرة وإزالة القيود التي تمنع تدفق أكبر عدد ممكن من السياح العالميين، كما تخطط إلى زيادة عدد السياح المتوافدين على الجزائر إلى ضعف ما يتم تسجيله في السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة المذكورة نقلا عن مصادر جزائرية، إن الجزائر تطمح إلى رفع عدد السياح الأجانب المتوافدين عليها إلى 5 ملاييين سائح سنويا في أفق سنة 2025، وهو ضعف ما يتم تسجيله حاليا، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث يتراوح عدد السياح الأجانب الذين يتوافدون على الجزائر ما بين 2,5 و3,5 ملايين سائح فقط سنويا. وحسب المصدر المذكور، فإن الجزائر تتوفر على عدد من المؤهلات السياحية التي قد تجعلها نقطة جذب سياحية، حيث تتوفر على واجهة متوسطية، كما تمتلك مناطق صحراوية وجلبية وعدة مؤهلات طبيعية أخرى، قد تساعدها في استقطاب السياح. وأشارت "أرابيان بيزنيز" إن مهمة الجزائر لن تكون سهلة، في ظل المنافسة القوية من طرف الجارين المغرب وتونس، خاصة أن الجزائر عاشت لعقود مهملة للقطاع السياحي، خاصة في فترة التسعينات أو فترة العشرية السوداء التي عاشت فيها البلاد حربا أهلية أثرت بشكل كبير على صورة الجزائر، وكان القطاع السياح من أبرز ضحايا هذه الفترة. وأضافت الصحيفة في هذا السياق، في الوقت الذي تحاول الجزائر إعادة ترميم صورتها وإنعاش القطاع السياحي، فإن المغرب وتونس قطعا أشواطا مهمة في تقوية قطاعهما السياحي، وبالتالي فإن منافستهما للجزائر قوية جدا، ما سيجعل الجزائر تبذل جهودا كبيرة لتدارك السبق المغربي والتونسي. هذا وتجدر الإشارة إلى أن المغرب سجل في سنة 2019 توافد حوالي 13 مليون سائح، وهو الرقم الذي يجعل المغرب في المرتبة الأولى على الصعيد الإفريقي كأكثر وجهة سياحية في القارة السمراء، وتسجل تونس أرقاما مهمة تصل إلى 8 ملايين سائح سنويا. وتكشف الأرقام عن وجود فارق كبير بين المغرب والجزائر في مجال استقطاب السياح العالميين، وهو الأمر الذي تسعى الجزائر لتداركه وتقليص الفارق على الأقل في أفق سنة 2025.