عاد شبح الإفلاس ليقضي على عدد مهم من المقاولات المغربية في سنة 2019، في حين يوجد الآلاف من المقاولات الأخرى مهددة بالإفلاس في أي لحظة، وفق ما كشف عنه تقرير مكتب الدراسات "Inforisk" بخصوص وضعية المقاولات المغربية. وحسب معطيات التقرير التي توصلت بها "الصحيفة"، فإن المغرب شهد خلال السنة الماضية 2019، إغلاق 8 آلاف و439 مقاولة أبوابها معلنة إفلاسها التام، لترتفع بذلك نسبة إفلاس المقاولات في 2019 إلى 5 بالمائة مقارنة بسنة 2018. وأشارت ذات المعطيات، أن وضعية المقاولات المغربية خلال دراسة 2019 تشير إلى مزيد من السوء في هذا المجال، حيث توجد أزيد من 90 ألف مقاولة مهدد بالإفلاس في أي لحظة، والأدهى من ذلك، أن أغلب هذه المقاولات لا تساعد ظرفيتها الاقتصادية على التعافي وتجاوز الإفلاس. وكشفت "أنفوريسك" أن نصف المقاولات التي أغلقت أبوابها بسبب الإفلاس خلال سنة 2019، كانت تنشط في قطاع التجارية، حيث أفلست 2,960 مقاولة، تليها مقاولات قطاع العقار بإفلاس 1,800 مقاولة، ثم قطاع البناء والأشغال العمومية بتسجيل 1,280مقاولة. وأشارت معطيات التقرير، أن القطاعات الثلاث المذكورة، تشكل حوالي ثلاثة أرباع العدد الإجمالي لمجموع المقاولات التي أعلنت إفلاسها في 2019، في حين تتوزع باقي الأعداد على قطاعات أخرى. وتُعتبر سنة 2019 عودة ظاهرة إفلاس المقاولات في المغرب، بعد تراجعها في 2018، حيث كشفت المعطيات عن تسجيل ناقص 2 بالمائة في نسبة المقاولات المفلسة خلال 2018، وهو تراجع جاء بعد سنوات من ارتفاع نسبة المقاولات المفلسة، وأخرها سنة 2017 التي سجلت نسبة 14 بالمائة في إفلاس المقاولات. هذا، وتعتبر أسباب إفلاس المقاولات في المغرب متعددة، إلا أن أبرز الأسباب ترجع إلى التأخر في الأداء، خاصة في فترة بداية نشاط المقاولات، حيث أن 40 بالمائة من حالات إفلاس المقاولات الصغرى سببها التأخر في الأداء، إضافة إلى العراقيل البيروقراطية.