تجرع بدر هاري، البطل المغربي والعالمي في رياضة "الكيك بوكسينغ"، مرارة الهزيمة في النزال الذي جمعه بخصمه الهولندي ريكو فيرهوفن، بملعب مدينة أرنهايم الهولندية، مساء السبت، في إطار أمسية نزالات سلسلة "الغلوري" العالمية، بعد تعرضه للإصابة في الجولة الثالثة من النزال. الخسارة الثانية على التوالي، في ظرف ثلاث سنوات، في "سيناريو" مماثل، يتعرض خلاله البطل المغربي في كل مرة إلى إصابة تمنعه من استكمال النزال، جعل المتتبعين يتساءلون عن الأسباب وراء ذلك، كما أن بعضهم تفاجأ للطريقة التي ساير بها هاري نزاله الأخير، بعد أن كان متفوقا نتيجة وأداء. أخطاء تقنية قاتلة! بالعودة إلى مجريات النزال، فإن البطل المغربي بصم على انطلاقة قوية، حيث كاد أن يسقط خصمه الهولندي بالضربة القاضية التقنية، منذ الجولة الأولى، إلا أن فيرهوفين سرعان ما تدارك الأمر وعاد لمجاراة إيقاع النزال القوي، ليعادل الكفة مع جرس نهاية الجولة الثانية. مع انطلاقة الجولة الثالثة، حاول هاري إسقاط خصمه، وهو ما تمكن منه، إلا أن فيرهوفين استجمع قواه من جديد، قبل أن يشهد النزال منعرجا حاسما، حيث أراد المبطل المغربي استعراض مهاراته، حين قام بحركة نصف دائرية هوائية، عرضته للإصابة أثناء السقوط، ليهوي على البساط أمام مرأى الجميع، دون أن يقو على النهوض، مما اضطر الحكم الحكم للإعلان نهاية النزال بانتصار فيرهوفين. المحللون التقنيون لرياضية "الكيك بوكسينغ"، اعتبروا أن حركة هاري "زائدة"، في وقت كان يتسيد فيه الجولة الثالثة، بالنقاط، كما كان يكفيه التفوق في جولة أخرى، من أجل حسم النزال لصالحه، لاسيما وأنه ظهر أقوى من منافسه الهولندي، الأخير الذي تعرض لعملية احتساب الحكم، في مناسبتين، بعد محاولتي هاري للضربة القاضية التقنية "TKO". ضغط المباراة "الثأرية".. اعتبره المتتبعون نزال "الغريمين" و"الثأري" بالنسبة للبطل المغربي بدر هاري، بعد أن انسحب في نزاله الأخير أمام ريكو فيرهوفن، سنة 2016، متأثرا بإصابة تعرض لها في الكتف، مما زاد من الضغوطات على ابن مدينة القنيطرة، نظرا للهالة الإعلامية الكبيرة التي رافقت أمسية "الغلوري" في أرنهايم الهولندية. ابتعاد بدر هاري عن حلبات التنافس، لأزيد من ثلاث سنوات، طرح سؤال الجاهزية حول قدرته على خوض نزال "الثأر" أمام خصم عنيد، وذلك بالرغم من استئناف البطل المغربي لتحضيراته، منذ عدة أشهر، تحت إشراف مدربه السابق مايكل باسنيي والإشارات التي كان يبعثها من خلال منصات التواصل الاجتماعي، على عودته القوية تأهبا لنزاله المرتقب أمام فيرهوفين. ضغط مضاعف ذلك الذي حمله هاري على أكتافه، حين قام بدعوة مجموعة من مشاهير الفن والتلفزيون، من المغرب، على غرار "دون بيغ"، رشيد العلالي وآخرين.. لحضور نزاله أمام فيرهوفين، كما أن النسبة الأكبر من الأنصار الذين حضروا إلى ملعب "أرنهايم" كانت من الجالية المغربية المقيمة بهولندا، والتي حضرت بثقلها لمؤازرة بدر هاري، منذ انطلاق العد العكسي للنزال. الجسد لا يرحم؟!.. بالأرقام، يظل بدر هاري متقدما في السن (35سنة) على خصمه الهولندي ريكو فيرهوفين (30سنة)، كما أن الفوارق كبيرة في تجربة البطلين، حيث يملك المقاتل المغربي سجلا حافلا، يصل إلى أزيد من 120نزالا احترافيا، انتصر في 107منها (93بالضربة القاضية)، فيما يملك فيرهوفين سجلا من 66 مواجهة، فقط، انتصر في 56منها. على غرار باقي الأبطال الرياضيين "المستوى العال"، فإن هاري أضحى على مشارف اعتزال المشوار الرياضي، الذي انطلق سنة 2000 بهزيمة أمام الهولندي روكي غراندجين، قبل أن تكون البداية الحقيقية سنة 2007، حين توج البطل المغربي ببطولة العالم "الكاي وان" في اليابان. في المقابل، ترك تصريح هاري، على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام"، أمس الأحد، الباب مفتوحا أمام عودته مجددا للحلبات، مما ينذر بنزال "ثاري" ثالث يلوح في الأفق.