مع دنو سنة 2020، يتطلع الرأي العام الرياضي، بصفة عامة، والشارع الرياضي المغربي، خاصة، إلى دورة الألعاب الأولمبية، التي ستحتضنها العاصمة اليابانية طوكيو، الصيف القادم، حيث يلف الغموض حول استعدادات الأبطال المغاربة لهذا الحدث الكبير، بالإضافة إلى الأهداف المسطرة من خلال مشاركة الرياضة الوطنية. وفي الوقت الذي تستعد فيه باقي الدول إلى تأمين حضور نوعي لرياضيها ورياضياتها، على أمل حصد ميداليات "أولمبية"، يخيم الصمت داخل الوسط الرياضي الوطني، خاصة على مستوى اللجنة الأولمبية الوطنية، حول البرنامج المسطر والآفاق المرجوة من "طوكيو2020"، قياسا بالأموال والإمكانيات المرصودة للجامعات الرياضية الوطنية من أجل التحضير للموعد المرتقب. محمد ربيعي.. حلقة مفقودة؟ يظل الملاكم المغربي محمد ربيعي، صاحب الميدالية الأولمبية الوحيدة، التي أنقدت ماء وجه المشاركة المغربية، خلال آخر نسخة "ريو2016"، بعد أن توج بالميدالية البرونزية لمنافسات وزن أقل من 69كلغ، هذا التتويج الذي يظل أمر الحفاظ عليه معلقا، حيث لم تتأكد مشاركة البطل العالمي في دورة "طوكيو2020"، إلى حدود اللحظة. وفي الوقت الذي انقطعت صلة ربيعي بالمنتخب المغربي للملاكمة، بعد انتقال الملاكم لخوض تجربة "الاحتراف"، منذ سنتين، فإن مسألة مشاركته في "الأولمبياد" تتوقف على عودته لتمثيل القميص الوطني خلال مرحلة التفصيات الإفريقية، المقرر في العاصمة السنغالية داكار، في القترة الممتدة من 20إلى غاية 29فبراير المقبل. ربيعي، الذي يركز حاليا على مشواره الاحترافي، حيث يحتل المرتبة 87عالميا، بعد تحقيقه للعلامة الكاملة (10انتصارات من أصل 10نزالات)، مقبل على خوض نزال الظفر بالحزام القاري لأحد المنظمات العالمية للملاكمة الاحترافية، مطلع السنة المقبلة، حسب ما علمته "الصحيفة" من مصادر مطلعة، في الوقت الذي أفادت الأخيرة أن الحديث عن الظهور في "طوكيو2020"، ليس مطروخا للنقاش في الظرفية الحالية. تجدر الإشارة إلى أن "القفاز" المغربي، لا يملك حظوظا كبيرة، من أجل التتويج بإحدى ميداليات "طوكيو2020"، كما كان عليه الشأن، خلال النسخة الماضية، بتواجد محمد رييعي، محمد عرجاوي، أشرف خروبي ..في حين، تظل آمال الجامعة الملكية المغربية للملاكمة معلقة على الحضور النسوي، ممثلا بالملاكمة خديجة المرضي، الأخيرة التي توجت بالميدالية البرونزية في بطولة العالم الأنيرة بروسيا. سفيان بقالي.. الأمل الوحيد؟ بالنظر إلى "العقم" الذي تشهده الرياضة الوطنية من خلال النتائج المحققة في المحافل الدولية، فإن الحمل سيكون ثقيلا على كتفي العداء المغربي سفيان بقالي، ثالث بطولة العالم الأخيرة بالعاصمة القطرية الدوحة، في سباق 3000متر موانع، والذي تظل الأنظار مشدودة إليه، كمرشح بارز لصعود "البوديوم" صيف السنة المقبلة. سفيان البقالي، الذي شهد مساره تطورا كبيرا منذ مشاركته "الأولمبية" الأخيرة، حين حصل على المركز الرابع، يعتبر "أمل" الرياضة الوطنية، في الظرفية الراهنة، بالرغم من صعوبة المهمة، حيث تختلف الدورات الأولمبية عن باقي التظاهرات؛ نخص بالذكر بطولات العالم وسباقات العصبة الماسية. جدير بالذكر، أن سفيان بقالي، سيفتقد للتنافسية المعهودة، خلال السنة المقبلة، بعد سحب سباق 3000متر موانع من "أجندة" سلسلة العصبة الماسية "Diamond League"، حيث سيحتاج البطل المغربي إلى برنامج متكامل ورعاية خاصة، طيلة الأشهر المقبلة، من أجل تحضيره إلى الموعد المنتظر، صيف 2020. برنامج "أولمبي" في سبات عميق.. باستثناء بعض الرياضات القتالية، على غرار التايكاوندو والكاراتي، فإن باقي الجامعات الرياضية الوطنية لم تستطع الرقي بمنتوجها إلى مستوى المنافسة الدولية الأولمبية، رغم الدعم الكبير المخصص لها، كما هو الشأن بالنسبة لكرة القدم، الفروسية، المصارعة، التنس والغولف...هذه الرياضات التي لم تتمكن من الترشح إلى "طوكيو2020"، لتغيب عنها التمثيلية المغربية في المحفل الكبير. بدورها، تلتزم اللجنة الأولمبية الوطنية، الصمت، قبيل أشهر قليلة من انطلاق العد العكسي ل"أولمبياد2020"، في غياب لاستراتيجية واضحة من قبل إدارتها التقنية، كما أن حلقة التواصل مفقودة بين الرأي العام الرياضي والجهاز الذي يترأسه فيصل العرايشي، الأخير الذي لم يعقد ولو ندوة صحافية واحدة أو لقاءا إعلاميا، بمقر "الكنوم"، من أجل تسليط الضوء على البرنامج "الأولمبي"