بعد أن كان أحد أبرز الوجوه التي مهدت الطريق أمام تحالف غير مسبوق بين حزبه العدالة والتنمية و"غريمه" الأصالة والمعاصرة على مستوى مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، يعمل عمدة طنجة محمد البشير العبدلاوي حاليا على تكوين تحالف جديد مع "البام" لكن هذه المرة على مستوى المجلس الجماعي. ووفق مصادر من داخل حزب العدالة والتنمية، فإن عمدة طنجة ينتظر التزام نائبيه الخامس عبد السلام العيدوني والسابع عبد النبي مورو بقرار مغادرتهما التحالف الجماعي كما أعلنا عن ذلك عدة مرات خلال الأشهر الماضية، ليفتح الباب أمام أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة للالتحاق بالأغلبية حيث سينضم اثنان من أعضائه للائحة نوابه. وأكد المصدر نفسه أن عمدة طنجة اجتمع مؤخرا مع بعض أعضاء حزبه في المجلس الجماعي وعرض عليهم مقترحه للتعرف على وجهات نظرهم بخصوصه، لكنه نفى أن يكون العبدلاوي قد اقترح أي أسماء بعينها أو اعترض على أخرى، بل إن المصدر المقرب جدا من عمدة طنجة أورد أن النقاش لم يفتح بعد مع القيادات المحلية لحزب الأصالة والمعاصرة. وتابع مصدر "الصحيفة" أن المضي قدما في هذا التحالف ليس رهينا فقط بتوافق حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعارضة، بل أيضا بمدى تشبث النائبين الخامس والسابع، المنتميين تواليا لحزبي الاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار، بقرارهما الالتحاق بالمعرضة وبالتالي الاستقالة من منصبيهما، وهو الأمر الذي لم يتم إلى حدود الآن. وأوضح المتحدث أن "حديث النائبين المعنيين يتناقض مع أفعالهما، إذ رغم أنهما أصدرا بيانا ضد العمدة وضد حزب العدالة والتنمية، وبررا مقاطعة دورات المجلس برفضهما سياسة الإقصاء التي تمارسها الأغلبية، إلا أنهما عمليا لا زالا لم يقدما استقالتهما ولا زالا متشبثين بمنصبهما". ويتوافق هذا الكلام مع دعوة عمدة طنجة لنائبيه المذكورين، في لقاء صحفي أواخر شهر ماي الماضي، إلى "التحلي بالجرأة وإعلان موقعهما بصراحة"، مخاطبا إياهما بالقول "التحالفات السياسية ليست شيئا مقدسا بل هي فقط تدبير لمرحلة عابرة، لكن ازدواجية المواقف تتنافى مع أخلاقيات العمل السياسي". من ناحية أخرى، كشف مصدر "الصحيفة" أن التحالف الذي يركز عليه العبدلاوي هو ذاك الذي سيعقب انتخابات 2021، لكنه يريد أن يمهد له من الآن عبر ضم "البام" للأغلبية ليس فقط في مجلس جماعة طنجة ولكن أيضا في مقاطعاتها الأربع رغم أن حزب العدالة والتنمية يملك الأغلبية المطلقة في كل تلك المجالس. ويطرح هذا الأمر تحديا آخر أمام العمدة، فرؤساء مجالس المقاطعات ليسوا جميعا مرحبين بالتحالف "حزب الجرار"، فمحمد خيي رئيس مقاطعة بني مكادة والبرلماني عن حزب العدالة والتنمية، كان قد عبر صراحة عن رفضه انضمام حزبه للأغلبية الجديدة لمجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، بل وصفه بأنه "فاقد للمشروعية".