رد حزب العدالة والتنمية سريعا، الصاع لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي صوت ضده خلال انتخاب رئيس مجلس الجهة، حيث أبعده عن تسيير المجلس الجماعي لطنجة، الذي حصل فيه حزب المصباح على الأغلبية المطلقة، مفضلا ضم ممثل عن الاتحاد الدستوري وآخر عن المستقلين لتشكيلة المكتب. وفي القاعة نفسها التي عرفت نسف تحالف العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار سنة 2009، وإبعاد الأول عن المعارضة بعدما فضل الثاني «إهداء» العمودية للأصالة والمعاصرة، تم أول أمس الثلاثاء انتخاب عمدة طنجة الجديد وتشكيلة مكتبه، حيث لم يحمل انتخاب الرئيس أي مفاجأة، بعدما كان محمد البشير العبدلاوي المرشح الوحيد، كنتيجة طبيعية لحصول حزبه على الأغلبية المطلقة بواقع 49 مقعدا من أصل 85. وحاز العبدلاوي على أصوات 66 مستشارا جماعيا من أصل 81 حضروا الجلسة، فإلى جانب أصوات أعضاء حزبه، حصب العمدة الجديد على أصوات مستشاري حزب الاتحاد الدستوري، وكذا المستقلين، بل وأيضا مستشارين من التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، أحدهم البرلماني محمد أقبيب، فيما فضل 15 مستشارا الامتناع عن التصويت من بينهم العمدة المنتهية ولايته، فؤاد العماري. وكشفت تشكيلة المكتب، التي اقترحها الرئيس الجديد للمجلس الجماعي، عن إجراء «عقابي» تجاه الأحرار، حيث تراجع عن وعد سابق بإشراكهم في التسيير، بعد تصويتهم على إلياس العماري في مجلس الجهة، وحملت اللائحة 4 وجوه نسائية، منها النائبة الثانية، إلى جانب نائبين من خارج حزب المصباح، وقد حصلت اللائحة على موافقة 65 مستشارا، فيما امتنع 5 عن التصويت. واختير محمد أمحجور، مدير الحملة الانتخابية ل»البيجيدي» بالشمال، نائبا أولا للرئيس، تلته فاطمة بلحسن، البرلمانية السابقة، ثم البرلماني محمد الدياز، ثم مريم أفيلال، فيما حصل عبد السلام العيدوني عن الاتحاد الدستوري على الرتبة الخامسة ضمن نواب العمدة، بعده عزيز الصمدي عن «البيجيدي»، وحل سابعا عبد النبي مورو، عن لائحة «الوفاء» المستقلة، وبعده فتيحة الزاير وإدريس الريفي التمسماني ونعيمة بن عبود، إلى جانب عبد الرحيم الشركي كاتبا للمجلس وبوشتى بوكزول نائبا له، وكلهم من العدالة والتنمية. ولم يفت البشير العدلاوي، خلال أول كلمة له بعد جلوسه رسميا على كرسي العمودية، التذكير ب»الإقصاء» الذي عانى منه حزبه في 2009 و2010، على حد وصفه، منبها إلى اختياره رئيسا ب66 صوتا، مقابل 39 فقط لمرشح «البام» آنذاك، معتبرا ذلك دليلا على تغير الظروف وعلى «ارتقاء المغرب في سلم الديمقراطية». وذكر العبدلاوي «أغلبية الأمس» التي تحولت إلى المعارضة، بالدور الذي كان يقوم به حزبه قبل أن يوصله الناخبون إلى موقع التسيير، معتبرا أنه أدى دوره على أكبر وجه، داعيا المعارضة الجديدة، التي وصفها ب»الخفيفة»، إلى فعل الشيء نفسه، واعدا بإعطائها الفرصة للاشتغال «أكثر حتى مما يعطيها القانون». العبدلاوي الذي لم تفته تهنئة جاره محمد إدعمار بالفوز برئاسة الجماعة الحضرية لتطوان لولاية ثانية، اعترف بصعوبة التجربة الأولى للتسيير بالنسبة ل»بيجيدي» طنجة، مضيفا أن زاده سيكون هو ثقة المواطنين، وأن الرهان هو تحقيق التنمية، التي تحتاج إلى تضافر جهود الأغلبية والمعارضة.